الشهيد عكيد كابار.. رمز العطاء اللامحدود والكفاح بلا هواد

ببالغ الفخر والاعتزاز نزف إلى شعبنا وإلى عائلة الشهداء الوطنية خبر استشهاد رفيقنا المناضل “عكيد كابار / محسوم تانر”، الذي ارتقى شامخاً أثناء تصديه لهجوم غادر شنّته خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي في ريف دير الزور الشرقي بتاريخ 16 أيلول 2025.

في سبتمبر 27, 2025 0

بيان إلى الرأي العام

لقد شكّل الشهيد “عكيد” بسنوات حياته الطويلة في صفوف الثورة ركناً صلباً من أركان نضال شعبنا، ورمزاً للانتماء الوطني العميق، فهو ابن عائلةٍ عُرفت بوفائها ووطنيتها. لم يكن الشهيد “عكيد” فرداً عادياً في هذه العائلة، بل كان أحد أعمدتها، وامتداداً لقيمها النبيلة.

منذ التحاقه الأوّل بصفوف الثورة، نذر الشهيد “عكيد” نفسه للنضال، متنقلاً بين ساحات القتال، وأصبح أحد العقول المدربة في قسم العمليات، وشارك بجدارة العديد من الحملات ضد فلول الإرهاب، مثبتاً كفاءته وصلابته. وعلى الرغم من إصاباته الجسدية العديدة، إلا أنّ إرادته كانت أشد صلابة، وبصيرته الثورية كانت تضيء الدرب أمام رفاقه في أحلك الظروف.

ما ميّز الشهيد “عكيد” لم يكن فقط قدراته العسكرية والسياسية، بل أيضاً تواضعه الجمّ وطيبته الإنسانية. فقد كان قريباً من رفاقه، يشاركهم الأهداف والفعاليات، يرفع من معنوياتهم ويمنحهم الثقة بأن النصر ممكن مهما عظمت التضحيات. لقد أحب رفاقه كما أحب شعبه، وكان قدوةً في الإيثار، يضع نفسه دائماً في الخطوط الأمامية، غير عابئ بالمخاطر.

في كل منطقة عمل فيها، ترك “عكيد” بصمته واضحة: شجاعة في الميدان، وتفانٍ في خدمة الناس. لم يعرف الكلل أو التراجع، بل ظلّ على الدوام مستعداً للقيام بواجبه الوطني في أصعب الأوقات، وفي أكثر المناطق خطراً وتعقيداً.

إنّ استشهاد رفيقنا “عكيد” لا يمثل فقداناً لرفيق عزيز وحسب، بل هو خسارة كبيرة لشعبنا وقواتنا. إلا أنّ دماءه الطاهرة ستبقى نبراساً لنا، وإرثه النضالي سيبقى زاداً يمدّنا بالقوة والعزيمة حتى تحقيق النصر.

وإننا إذ نعزي أنفسنا وذوي الشهيد، نؤكد لشعبنا أننا أوفياء لوصية شهدائنا، ثابتون على خطاهم، ماضون في تحقيق أهدافهم مهما بلغت التضحيات. فدماء الشهداء أمانة في أعناقنا، وعهدنا أن نثأر لها ببناء مستقبلٍ حر وكريم لكل أبناء شعبنا.

سجل الشهيد: