“آزاد وكانيوار”.. باستشهادهما تركا خلفهما ميراثاً ثورياً تنهل منه الأجيال

نعلن بكل فخر واعتزاز عن ارتقاء اثنين من أبطال قواتنا، شهداء، في أماكن وأوقات سابقة، وذلك خلال المقاومة التي خاضتها قواتنا وشعبنا ضد هجمات واعتداءات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا.

نعلن بكل فخر واعتزاز عن ارتقاء اثنين من أبطال قواتنا، شهداء، في أماكن وأوقات سابقة، وذلك خلال المقاومة التي خاضتها قواتنا وشعبنا ضد هجمات واعتداءات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا.

لقد استشهد رفيقنا “آزاد آرارات/ شيخموس أوزكان”، أثناء تصديه لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على ريف منبج، فيما استشهد رفيقنا الآخر “كانيوار ماردين/ أحمد ديب” أيضاً خلال اشتباكات مع الاحتلال ومرتزقته في منبج أواخر العام الماضي.

حمل رفيقنا الشهيد “آزاد آرارات” حب الوطن والدفاع عنه منذ صغره، وقد ترعرع ونشأ في عائلة وطنية لها تاريخ طويل في النضال الوطني، وقدمت شهداء في سبيل حرية الوطن وكرامته. جرأته وشجاعته وقوة بصيرته دفعته للانضمام إلى صفوف قواتنا، وبهذه الروح والحماسة؛ حقق انضماماً حقيقياً ومتكاملاً، وزاد من مستوى معارفه ومداركه الفكرية والسياسية والعسكرية، من خلال التحاقه بعدة دورات تدريبية، تمكن فيها من تحقيق التطور المطلوب، وبسرعة قياسية، ليغدو قائداً سياسياً وميدانياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فلم يكن مجرد قائد عسكري وفقط، بل مناضلاً سياسياً من الطراز الرفيع، يدرك جيداً كيف يوظف بندقيته في خدمة القضية التي نذر نفسه لها. ورباطة جأشه وقوة شخصيته؛ ساهمت في تطوير مهامه وواجباته التي كُلِّف بها، وبرع في المقاومة كما في حقل السياسة والفكر، وخاض العديد من المعارك ضد الإرهاب وقوات الاحتلال التركي ومرتزقته، حتى أنه أصيب أكثر من مرة، ففي المرة الأولى أصيب بطلقة في يده اليمنى، فيما أصيب بشظايا في رأسه أيضاً إثر استهداف طائرة للاحتلال التركي، إلا أن تلك الإصابات لم تمنعه من مواصلة مقاومته وكفاحه، بل زادته قوة وتماسكاً، حيث شارك في عدة حملات ومعارك لاحقة، وحقق فيها نجاحات باهرة، كقائد ومقاتل، وظل مستمراً في عمله على ذات الوتيرة حتى لحظة استشهاده.

لم يتوانَ رفيقنا “آزاد” عن أداء واجباته ومسؤولياته في أي لحظة، وظل ملتزماً بأهداف قواتنا في حماية مناطقنا من كل الهجمات. وأخلاقه وروحه الرفاقية العالية، ساعدته في إنجاز عمله بنجاح ملحوظ. كما تميز من خلال العمل بشكل جماعي، حيث كان يُشرك كل رفاقه في المقاومة، من خلال رفع معنوياتهم، إلى جانب أنه كان حريصاً على ألا يُصاب أحد منهم بأذى، فكان يتقدم الصفوف في الجبهات، ويحمل معظم أعباء المقاومة والقتال ضد الأعداء، هذا ولم يركن إلى اليأس والقنوط يوماً ما، فتجده دائماً متفائلاً بالنصر، ويُشيعُ هذا الجو بين جميع رفاقه أيضاً. واستشهاده شكل جرحاً أليماً في نفوس رفاقه وشعبنا، ولكن زادهم إصراراً على مواصلة الكفاح أيضاً.

كذلك رفيقنا “كانيوار ماردين” ينحدر من عائلة وطنية قدمت العديد من الشهداء خلال الثورة، منها أخ له، وكذلك عمه، كما شاركت العائلة في فعاليات ونشاطات ثورية عديدة، ومنذ بداية انطلاقة الثورة. ورفيقنا “كانيوار” نهل هذه الثقافة الوطنية من الوسط العائلي، فكان ابن العائلة والثورة البار، حيث قرر الانضمام إلى صفوف قواتنا في وقت مبكر، ليحقق تطوراً سريعاً في امتلاك المعارف والخبرات من خلال الدورات التدريبية الاحترافية التي التحق بها، كيف لا وهو سليل عائلة انخرطت في صفوف الثورة منذ بداياتها، ودفعت أكلافاً باهظة، إلا أنها تمسكت بموقفها الوطني رغم هجمات العدو ومحاولته التأثير عليها. وروحه المتوقدة ونكران ذاته العظيمة؛ دفعه لتجاوز جميع المصاعب في الكفاح والمقاومة بكل أريحية ويسر، معتمداً على ارتباطه وإيمانه الوثيق بانتصار الثورة التي طالما هو جزء منها. فلم يشعر بالتردد يوماً ما في الكفاح والمقاومة، رغم الظروف الصعبة التي مر بها في معظم المراحل، بل ظل مواظباً على وتيرة عالية من الكفاح، إضافة إلى أنه دائماً كان يبحث عن الجديد، ويعكسه من خلال الممارسة العملية، فلم يكن يجد نفسه ضمن القوالب الجامدة، رغم التزامه الصارم بالقواعد والأنظمة الداخلية، إلا أنه كان ينفذ التكتيكات العسكرية في الميدان بكل براعة، ويعرف قيمة الوقت، ويستثمره بشكل فائق، ولا يخلق الذرائع والحجج في الكفاح، بل كان مبدعاً وخلاقاً لأبعد الحدود.

ترجم رفيقنا “كانيوار” حبه وتعلقه بالمقاومة والكفاح، في الميدان، وفي علاقاته مع رفاقه ومحيطه، وإيمانه المطلق بعدالة القضية التي يكافح من أجله، كان يقيناً بالنسبة له، وزرع هذه الثقة لدى جميع رفاقه، فكنت تجدهم يستمدون منه المعنويات بالنصر، ويلتفون حوله كقائد مبدع لا يعرف الخوف، ويمتلك من الجسارة والشجاعة ما يمكنه من تحقيق إنجازات كبيرة، بل الكل كان على قناعة أنه مَعينٌ لا ينضب من الفعل والإمكانات والمعنويات. استشهاده شكل غصة كبيرة لدى جميع رفاقه ومحبيه، ولكنه زادهم تمسكاً بالأهداف التي استشهد من أجلها رفيقنا “كانيوار”.

إننا وإذ نعزي أنفسنا وعائلتي الشهيدين وجميع عوائل شهدائنا؛ فإننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نتمسك بالقيم والمسؤوليات التي تركها شهداؤنا أمانة في أعناقنا، وكلنا يقين أننا سنوصل تلك الثورة التي رواها شهداؤنا بدمائهم الطاهرة إلى النصر.

وفيما يلي سجل الشهيدين:

 

1 – الاسم الحركي: آزاد آرارات

الاسم الحقيقي والنسبة: شيخموس أوزكان

اسم الأم: صديقة

اسم الأب: قاسم

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج – قرية العطشانة – بتاريخ 04 يناير/ كانون الثاني 2025

2 – الاسم الحركي: كانيوار ماردين

الاسم الحقيقي والنسبة: أحمد ديب

اسم الأم: عزيزة

اسم الأب: موسى

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج – بتاريخ 09 ديسمبر/ كانون الأول  2024

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية

10 أغسطس/ آب 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.