ايقونات النضال

استشهدت الرفيقات بروار وأرجين وشمال في مسيرة النضال من أجل تحرير وطنهن، حيث كل واحدة منهن كانت تجسد روح المقاومة والإرادة القوية. بروار واجهت التحديات بشجاعة، بينما أظهرت أرجين التفاني والإصرار في المعارك. شمال، برمزيتها القوية، ألهمت رفاقها ببطولتها. تظل ذكرى استشهادهن محفورة في قلوب شعوبهن، كرموز للأمل والتضحية من أجل الحرية والعدالة.

استشهدت الرفيقة بروار خلال مشاركتها في النضال من أجل حرية الشعب ، حيث كانت رمزًا للتضحية والشجاعة، وواجهت التحديات ببسالة في سبيل تحقيق حقوق الشعب. يعتبر استشهادها دليلاً على استمرار الكفاح من أجل العدالة والحرية.

استشهدت الرفيقة شمال خلال معارك الدفاع عن وطنها، حيث جسدت روح النضال والمقاومة. كانت رمزًا للأمل والإصرار في مواجهة الظلم، وترك استشهادها أثرًا عميقًا في قلوب رفاقها ومجتمعها.

استشهدت الرفيقة أرجين أثناء معارك النضال ضد الاحتلال، حيث كانت تمثل رمزًا للإرادة القوية والتضحية في سبيل حرية شعبها. تُعدّ بطولتها وإصرارها على الدفاع عن القضايا العادلة مثالاً يُحتذى به في الكفاح من أجل العدالة والكرامة.

من تلال برتاني الفرنسية الى جبال عفرين, الشهيد كيندال بريز قصة نضال بالكلمة والسلاح

ينحدر الشهيد أوليفر لو كلانش من مقاطعة موربيهان الفرنسية. وقد ولد في مدينة ماليستروي عام 1977.
كان أوليفر صحفيًا شغوفًا ومحترفًا للغاية، وكان حريصًا على منح الجميع صوتًا ليدافعوا عن انفسهم. فقد دافع بقوة عن قناعاته والتزاماته التحررية والبيئية. وعلى الرغم من أنه لم يولد في عائلة ناطقة باللغة البريتونية، إلا أنه كان يكن حبًا عميقًا لجذوره السلتية. كان صوت الشهيد أوليفر يتردد عبر مكبرات الصوت في راديو برو غوينيد، وهي محطة إذاعية بريتونية، تدافع عن العدالة الاجتماعية والتراث الثقافي, لكن ناراً اشتعلت في داخله، شوقاً إلى عالم خالٍ من الظلم. لذا قرر الشهيد اوليفر استبدال ميكروفونه ببندقية.
حين كانت الحرب مع تنظيم داعش الارهابي على اشدها, قرر الشهيد اوليفر السفر الى شمال شرق سوريا للمشاركة في الحرب على تنظيم داعش الارهابي وتحرير الشعب من ظلم الارهاب. لقد رأى الشهيد اوليفر في مشروع الامة الديمقراطية انعكاساً لمثله العليا ـ مجتمع مبني على الديمقراطية، والمساواة، والتعايش المشترك, وحرية المرأة. وفي يوليو/تموز عام 2017 انضم إلى قوات سوريا الديمقراطية, واختار لنفسة اسم كيندال بريز.
أثبت الشهيد اوليفر قوته في ساحة المعركة. فقد حارب إلى جانب رفاقه في قوات سوريا الديمقراطية، وشارك في حملة تحرير الرقة ودير الزور من براثن تنظيم داعش الارهابي. وحين شن الاحتلال التركي ومرتزقته هجومهم على مدينة عفرين, كان الشهيد اوليفر من اوائل المقاتلين الذين توجهوا الى المدينة للدفاع عنها وعن شعبها ضد الاحتلال التركي ومرتزقته. وفي 10 من شباط عام 2018 ,أي بعد أيام من وصوله إلى عفرين, استشهد الرفيق اوليفر جراء القصف الجوي التركي الوحشي على المدينة وكان يبلغ من العمر حينها أربعون عاماً.

الشَّهيد الأمميّ “كيث برومفيلد”.. مَسيرَةٌ نضاليَّةٌ حافِلةٌ في مقارَعَةِ الإرهاب

ولد الشهيد “كيث برومفيلد” في ولاية “ماساشوسيتس” الأمريكية عام 1978، وعاش فيها حياة هادئة ومستقرة، وكان يعمل في شركة تصنيع خاصة بعائلته. لكن في أحد الأيام تغير مسار حياته بشكل جذري، بعد تعرضه لحادث مروع كاد أن يودي بحياته.
أدرك “كيث” بعد هذا الحادث أن الحياة قصيرة، وعليه أن يبحث عن هدف أسمى، وشعر بدافع قوي للمشاركة في عمل بالمعنى الحقيقي، عمل يحدث فرقاً في العالم.
في عام 2015 وصلت إلى مسامع “كيث” أخبار الفظائع التي يرتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي، شعر بواجب أخلاقي للتدخل ومساعدة شعوب شمال وشرق سوريا في معركتهم ضد الظلم والإرهاب.
سافر “كيث” إلى شمال سوريا وانضم إلى وحدات حماية الشعب (YPG)، وتبنى الاسم الحركي “كلهات روميز” على الرغم من افتقاره إلى أي خبرة عسكرية سابقة، لكن سرعان ما أثبت “كيث” شجاعته ومهارته القتالية ليصبح مقاتلاً بارعاً ورامياً محترفاً.
شارك الشهيد “كيث برومفيلد” بكل شجاعة في حملة الشهيد “روبار قامشلو”، التي كان هدفها تحرير مقاطعة الجزيرة من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، وفك الحصار عن مدينة كوباني. وعن الحملة؛ قال الشهيد “كيث” حينها: “إن الحملة هو قتال ضد الاضطهاد، إنه قتال لأجل الحرية”، وأضاف “جميع الأديان والمعتقدات موجودة هنا، فأنا مسيحي موجود مع السنة والشيعة والإيزيديين، وجميعنا نحاول تحقيق الحرية للجميع، .
في الثالث من يونيو/ حزيران عام 2015 كان الشهيد “كيث” ومجموعته يتقدمون نحو الخطوط الجنوبية الشرقية لمدينة كوباني، وعند وصولهم إلى بلدة “الجلبية”؛ دارت معركة ضارية بينهم وبين عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي، قاتل فيها “كيث” ورفاقه بكل شجاعة، لكن أصيب “كيث” بجروح خطيرة، أدت إلى استشهاده، ليكون أول شهيد من الجنسية الأمريكية ورابع شهيد أممي، ومعه فقد العالم في ذاك اليوم مقاتلاً شجاعاً وإنساناً نبيلاً، لكن تضحياته ستظل خالدة في ذاكرة شعوب شمال وشرق سوريا وكل من يسعى للحرية والعدالة.
أقام أهالي كوباني ورفاق الشهيد “كيث” مراسم وداع مهيبة تليق بتضحيات الشهيد ونضاله، وسلم جثمان الشهيد “كيث” إلى عائلته، التي بدورها نقلته إلى مسقط رأسه في ولاية “ماساشوسيتس” الأمريكية، حيث دفن هناك ليخلد ذكراه كرمز للبطولة الإنسانية.
وقال الشهيد “كيث” أثناء وصوله إلى شمال وشرق سوريا: “أنا هنا لأكون جزءاً من الحركة، ولأبذل قصارى جهدي للمساعدة”.
وكل عام وفي ذكرى استشهاد الشهيد “كيث برومفيلد” تزور قبره وفود من أبناء الجالية الكردية في الولايات المتحدة برفقة عائلة الشهيد، وهي تحمل صوره وأعلام وحدات حماية الشعب والمرأة الـ(YPG) والـ(YPJ)، وليتحول قبره إلى أيقونة ومزار.

تضحيات وفداء

بطولة الشهداء الثلاثة، وليم سافاجي وجوردان مستغارت من أمريكا وبادين الإمام من مصر، تجسد روح النضال والتضحية من أجل الحرية. هؤلاء الأبطال قرروا الانضمام إلى وحدات حماية الشعب في روج آفا، حيث خاضوا معارك ضارية ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يهدد حياة الأبرياء.
وليم سافاجي، المعروف بشجاعته وإرادته القوية، ترك خلفه حياة مريحة ليكون في طليعة المدافعين عن الإنسانية. جوردان مستغارت، الذي عُرف بشغفه العميق للعدالة، أظهر التزامًا لا يتزعزع في الدفاع عن المجتمعات المضطهدة. أما بادين الإمام، فقد قدم مثالًا حيًا على وحدة الشعوب في مواجهة الظلم، حيث عمل بلا كلل في سبيل تحقيق الأمن والسلام.
تضحياتهم لم تكن مجرد أفعال فردية، بل جسدت تحالفًا دوليًا ضد قوى الظلام. لقد ترك هؤلاء الشهداء إرثًا خالدًا في قلوب الناس، ورمزًا للأمل في مواجهة الطغيان. إنهم تذكير دائم بأن النضال من أجل الحرية يتجاوز الحدود والثقافات، ويجمع بين جميع من يسعون لتحقيق عالم أكثر عدلاً.

تضحيات وفداء

في زوايا روج آفا، حيث تجسدت أحلام الحرية، انطلقت أرواح ثلاثة أبطال أمميين: فريد ميدجاهيد من فرنسا، وروبرت غرودت من أمريكا، وكونستانتين جيديج من ألمانيا. هؤلاء الشهداء لم يكونوا مجرد مقاتلين، بل رموزًا للتضامن الإنساني والشجاعة.
فريد، بشغفه وإيمانه العميق بالعدالة، انتزع من قلبه حنين الوطن ليقف مع من يكافحون من أجل حقوقهم. روبرت، الذي كان يتمتع بإرادة لا تلين، آمن بأن القتال ضد الظلم هو واجب كل إنسان. أما كونستانتين، فقد أظهر أن حدود الجغرافيا لا تحد من قوة التضامن بين الشعوب.
في معاركهم، انصهرت قلوبهم في حب الإنسانية، ليصبحوا مثالًا حيًا للأمل في مواجهة قوى الشر. استشهدوا في سبيل قيم العدل والحرية، تاركين خلفهم إرثًا خالدًا من الشجاعة والإيمان. لن تُنسى تضحياتهم، فقصصهم ستظل تلهم الأجيال القادمة لتواصل السعي نحو عالم أفضل. إنهم الشهداء الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ النضال الإنساني.

الشهداء لايموتون

الشهداء حسب السنة