رفيقنا الشهيد “هارون قامشلو”.. بتضحيته دشن طريق مقاومة المرحلة
خلال المقاومة العظيمة التي أبدتها ولا تزال تبديها قوّاتنا، قوّات سوريا الديمقراطية ضد الاحتلال التركي ومرتزقته في منبج وسد تشرين وجسر قرقوزاق برز اسم الشهيد “هارون” كأحد أهم المناضلين الذين توجوا حياتهم بالشهادة في سبيل حماية أرضهم وشعبهم. وتكريماً له ولرفاقه، أعلنت قواتنا عن تشكيل وحدات الشهيد “هارون”، والتي فتكت بجحافل العدو في العديد من مناطق القتال ولا سيما في قرى سد تشرين ومنبج.
إن تشكيل وحدات الشهيد “هارون” في هذه المرحلة المفصلية تعبر عن كفاءة واحترافية قواتنا في التعامل مع آلة العدو البرية والجوية، حيث كان رفيقنا الشهيد “هارون” من المناضلين الذين أدوا مهامهم بكل إخلاص وشجاعة ضمن الوحدات، وعلى أساسها، أعلنت قواتنا للرأي العام عن تشكيل الوحدات وتؤكد أنها ماضية في تطويرها بشكل أكبر بما يليق مع تضحيات شهدائنا وطموحات شعبنا.
إن وحدات الشهيد “هارون” هي اللبنة الأولى لتطوير دفاعات قوّاتنا بناء على إمكاناتنا الذاتية ودعم ومساندة شعبنا الأبي.
لقد احتل رفيقنا “هارون قامشلو” مكانه ضمن المقاومة، وبإصرار كبير ووقفة تاريخية ومن خلال محبته لشعبه وعلى طريق حياة حرة وصل رفيق دربنا إلى الشهادة.
انضم الرفيق “هارون” إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية عام 2019، وحتى استشهاده كان يناضل ويكافح بقرار صميمي وروح تنظيمية ورفاقية عالية. لقد كافح في مناطق “حلب، الفرات والجزيرة”، ولم يطلب الراحة لنفسه أبداً، بل كانت حياته مفعمة بالعمل والكفاح من خلال الارتباط بالروح الرفاقية، وتقديم المساعدة لرفاقه، وحبه لوطنه وشعبه. كما طور نفسه ضمن الثورة، وكان يقف بشكل جيد على عمله وينفذ واجباته على أكمل وجه.
في مرحلة مقاومة سد تشرين وجسر قره قوزاق وكذلك في المناطق المحيطة بهما، لعب الشهيد “هارون” دوراً كبيراً وناجحاً في كسر هجمات العدو. إن رفيقاً بعمر الرفيق “هارون” وقد حمل أعباء الثورة وهو في ريعان شبابه، فذلك نابع من حبه الكبير من أجل الوصول إلى الحياة الحرة. دائماً كان مبتسماً ومتفائلاً في مواجهة الاحتلال.
لقد كان الرفيق “هارون” ذا شخصية متزنة ومضحية لأبعد الحدود، ومحبوباً بين رفاقه، وبذات الوقت حنوناً على جميعهم، ويملك جسارة كبيرة لا يهاب الصعاب، وفي ذات الوقت مرتبطاً بقواته وتنظيمه العسكري. لقد كان يقاتل العدو بكل شجاعة وبطولة، مدفوعاً بالانتقام لرفاقه الشهداء،
وقال “تولهلدان” شقيق الشهيد “هارون” عن حياته: “لقد ولد الشهيد “هارون” في قرية “المشيرفة”، وكان عمره بحدود عشر سنوات انتقلنا للإقامة في مدينة “قامشلو”، حيث بدأ الشهيد “هارون” بإقامة علاقات رفاقية وصداقة مع محيطه، حتى أن عدد رفاقه وأصدقائه كان أكبر من أصدقائنا، نظراً لأنه كان محبوباً من الكل ويملك لغة جذابة، وكل تحركاته كانت لافتة، ودائماً كنت تجده مبتسماً وذو معنويات عالية”.
وأضاف “لم يكن الشهيد “هارون” يرغب في أن تتعرض عائلته وأي أحد إلى أذى أو معاناة، ولم يحسس العائلة يوماً بأي شيء”.
وحول انضمامه إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، قال شقيقه: “في عام 2019 انضم إلى صفوف قوات (قسد)، وأذكر أنه دائماً كان يقول لوالدتي بأننا عائلة وطنية ويجب عليّ أن أنضم. لقد كان شغوفاً لحد العشق عندما انضم إلى صفوف القوات العسكرية، ولم يتحدث أي من رفاقه عنه بسوء في يوم من الأيام، بل الجميع كان يمدحه من خلال خصاله وصفاته الحميدة، حتى أن العائلة كانت مرتبطة به إلى حد كبير، ولم يرغب في يوم ما أن يُغضب العائلة، بل أنه عندما كان يعود للبيت في إجازة؛ تجده قبل أن يصل إلى البيت يخبر الوالدة ويطلب منها أن تحضر الطعام لرفاقه الذين معه. وعندما يكون في إجازة، تجده يزور جميع أقربائه ومعارفه ويتودد إليهم، ويسأل عن مطالبهم وعن أحوالهم”.
وأردف بالقول: “عندما جاء فرزه بعد إتمامه الدورة التدريبية، عاد إلى البيت وكله نشاط وحيوية، وأخبر العائلة بالمكان الذي سيلتحق به، وكرر جملته الشهيرة بأننا عائلة وطنية ويجب أن تكون لنا مساهمتنا في الثورة، وأن ننتقم لدماء شهدائنا. وهذه الجملة لا زال الكل يرددها. لقد ارتبط جميع أفراد العائلة بالشهيد “هارون”، صغاراً وكباراً وكان الجميع يرى فيه قدوة لهم. ولقد تأثرت العائلة وكل من يعرفه باستشهاده، لأنه كان ذا حضور مميز لديهم، واستشهاده ترك فراغاً كبيراً في حياة العائلة وعوائل رفاقه وقريته، ومهما تحدثنا عن الشهيد “هارون” سنبقى مقصرين ولن نستطيع أن نوفيه حقه الكامل”، وتابع “كان الشهيد “هارون” يجالس الرجال الكبار من هم في عمر والده وحتى أكبر منهم، وعندما يتكلم، تجده يتحدث بكل احترام ويسمع من حوله بإصغاء تام، حتى أنه كان بقوم بأداء واجباته الاجتماعية أكثر منا جميعاً، مثلاً يقوم بتعزية أي شخص يعرفه أو لا يعرفه أيضاً”.
نحن رفاق الشهيد “هارون” سنصعد الكفاح في أعلى مستوياته من أجل تحقيق أمانيه وأحلامه، وسنسير دوماً على طريقه ونحمي الحياة الحرة. ونتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الشهيد “هارون” وشعبنا، ونجدد عهدنا بالمضي قدماً على درب الشهداء.
وفيما يلي سجل الشهيد:
الاسم الحركي: هارون قامشلو
الاسم الحقيقي والنسبة: شيخموس يوسف
اسم الأم: فاطمة
اسم الأب: محمد
مكان الولادة: قامشلو
مكان وتاريخ الاستشهاد: قرية خان الحيمر – منبج – بتاريخ 07 ديسمبر/ كانون الأول 2024
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية
٢٦ ديسمبر/ كانون الأول 2024