“بدماء الشهداء: مقاومة لا تعرف الاستسلام”

“منبج ، سد تشرين : ملحمة المقاومة في وجه الاحتلال والمرتزقة”

المقاومة التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة ليست مجرد معركة عسكرية ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، بل هي أيضًا معركة من أجل الحفاظ على كرامة الشعب وهويته. لقد باتت هذه القوات رمزًا للصمود والتحدي، حيث تجسد بإصرارها إرادة الشعوب الحرة التي ترفض الخضوع والاحتلال.

في مناطق منبج وسد تشرين، يدور صراع شرس على الأرض بين القوات المدافعة عن المنطقة والمجموعات المرتزقة المدعومة من تركيا. هذه الأخيرة لا تكتفي بمحاولة السيطرة على الأراضي، بل ترتكب انتهاكات جسيمة بحق السكان المدنيين، من سرقة المنازل والممتلكات إلى تهجير السكان قسرًا. إلا أن المقاتلين والمقاتلات يقفون سدًا منيعًا أمام هذه المحاولات، ويدفعون حياتهم ثمنًا لحماية المنطقة وأهلها.

أحد أبرز ملامح هذه المقاومة هو الدور البارز لوحدات حماية المرأة، التي تثبت للعالم يومًا بعد يوم قوة النساء في ساحة المعركة، ليس فقط في القتال بل في القيادة والمبادرة. هؤلاء النساء يقفن بجانب رفاقهن من الرجال في مواجهة القوى الغازية، حاملات راية الحرية والمساواة.

القوات المدافعة عن المنطقة تتخذ من تضحيات الشهداء منارة تسترشد بها في نضالها. هم يدركون أن الحرية والكرامة لا تُكتسبان إلا بالدماء والتضحيات، لذلك فإنهم يواصلون معركتهم بروح مليئة بالإصرار والتفاني. ويتعهد المقاتلون بأن هذه المعركة لن تتوقف حتى يتم دحر الاحتلال وحماية حقوق الشعب.

بالإضافة إلى الجانب العسكري، تؤكد هذه المقاومة على أهمية التكاتف الشعبي ودور المجتمع المحلي في دعم المقاتلين. سكان المنطقة، رغم معاناتهم، يعبرون عن دعمهم للمقاومة، مما يعزز صمود المقاتلين ويدفعهم للاستمرار في الدفاع عن أرضهم وشعبهم.

المعركة في منبج وسد تشرين ليست فقط للدفاع عن حدود جغرافية، بل هي معركة وجودية تعكس تصميم الشعب على الحفاظ على هويته وثقافته وحقوقه، في مواجهة محاولات الهيمنة والتوسع. هذه المقاومة أصبحت مثالًا يُحتذى به في النضال من أجل الكرامة والحرية، حيث تثبت أن الإرادة الصلبة والتضحيات الكبيرة قادرة على التصدي لأي قوة غازية مهما كانت.

ولن يستسلم المقاتلون أبدًا، بل سيبقون ثابتين في مواقعهم، يدافعون عن منبج التي أصبحت رمزًا للصمود والتضحية. هذه المدينة التي قدمت آلاف الشهداء في معركة تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، تحمل في تاريخها ملحمة نضالية تجسد إرادة شعب لا يقبل بالعبودية أو الظلم.

منبج ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للكرامة والحرية التي ناضل من أجلها أبناؤها وبناتها، حيث امتزجت دماء الشهداء بترابها الطاهر لتبقى قلعة شامخة أمام كل محاولات الاحتلال والإرهاب. هذا الإرث البطولي يجعل الدفاع عنها واجبًا مقدسًا للمقاتلين الذين يرفضون أن تتكرر مآسي الماضي أو أن تُدنَّس الأرض التي حرروها بدماء رفاقهم.

القوات المدافعة عن منبج تؤكد مرارًا أنها لن تتراجع خطوة إلى الوراء، مهما كانت التضحيات. إنهم يدركون أن الحفاظ على منبج يعني الحفاظ على الحرية التي كسبوها بدمائهم، وأن التراجع يعني خيانة لذكرى الشهداء الذين وهبوا حياتهم في سبيل تحريرها من قبضة داعش الوحشية.

بإصرارهم على القتال حتى الرمق الأخير، يعيد هؤلاء المقاتلون كتابة تاريخ منبج، مؤكدين أن الكرامة لا تُباع ولا تُشترى، وأن الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء ستبقى حرة أبدًا. منبج، التي تحمل في طياتها آلام الماضي، تبعث اليوم برسالة للعالم بأن شعبها لن ينحني، وأن المقاومة ستبقى مشتعلة حتى تتحقق العدالة والحرية لجميع أبنائها.

والمناطق التي وقعت تحت سيطرة الاحتلال ومرتزقته لن تبقى خارج إرادتنا إلى الأبد، فبفضل استبسال مقاتلينا وصمودهم في وجه كل المخططات، ستعود تلك الأرض لأصحابها الحقيقيين. هذه القناعة ليست مجرد أمل، بل هي وعدٌ قطعه المقاتلون على أنفسهم، مستمدين العزم من دماء الشهداء التي لن تذهب سدى.

الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية وكرامة شعبهم، كانوا وسيظلون الشعلة التي تضيء طريق المقاومة. إن دماءهم أمانة في أعناق المقاتلين والمقاتلات، الذين يتعهدون بإكمال مسيرتهم حتى تحرير كل شبر من الأرض المغتصبة. كل منطقة فقدناها تُعتبر جرحًا في قلب الشعب، لكن الإرادة الصلبة التي يمتلكها المقاتلون كفيلة بأن تحول هذا الجرح إلى قوة وإصرار على استعادة الحقوق المسلوبة.

المعركة ليست سهلة، لكنها معركة مصيرية تمثل إرادة الحياة في مواجهة قوى الظلم والاحتلال. المقاتلون يواجهون اليوم الاحتلال التركي ومرتزقته بأسلحة الإيمان بحقوقهم وبالتاريخ النضالي لشعبهم، وهم يعلمون أن التضحية هي السبيل الوحيد لتحقيق النصر.

المناطق التي احتلت بالقوة والغدر ستعود بفضل الدماء التي سالت، وبفضل الروح الجماعية التي توحد الشعب والمقاومين. هذه الأرض لن تكون إلا لأبنائها الذين عاشوا عليها وحموها، والاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن. المعركة مستمرة، وكل يوم يثبت فيه المقاتلون أنهم أوفياء لدماء الشهداء ولمبادئ الحرية والكرامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.