الشهيد هوكر آمد
ولد رفيقنا “هوكر” في مدينة “آمد” بباكور كردستان، ضمن عائلة ومحيط وطنيّ وكان شاهداً حيّاً على الضغوط التي كان يمارسها العدو على الشَّعب والسِّياسات التي يُسيّرها على الشَّبيبة.
الرَّفيق “هوكر” كمقاتل قدم من “آمد” بباكور كردستان، وحمل مسؤوليّات تاريخيَّة على عاتقه. في المرحلة التي بدأ فيها مرتزقة “داعش” بشَنِّ هجماتهم اللا إنسانيَّة، وبشكل واسع، على روجآفا، فإنَّ رفيقنا “هوكر”، وببصيرة وتصوّر فدائيٍّ ووطنيٍّ مكافح يدخل روجآفا وبجسارة وبإصرار، جعل من نفسه درعاً أمام مرتزقة “داعش”، أعداء الإنسانيَّة، وعُرِفَ كمقاتل فدائيّ. لم يكن كفاحه مقتصراً على السِّلاح فقط، فمع كفاحه الإيديولوجيّ وبتصوّر وطنيٍّ نافِذٍ تحوَّل إلى رمز للمقاومة. البطولة التي أبداها في ساحات القتال، كانت تمثِّلُ جسارته وتضحيته اللا محدودة، وضُدَّ مرتزقة “داعش” الذين شكَّلوا تهديداً كبيراً ضُدَّ المنطقة والإنسانيَّة أجمع، كافح من أجل شعبه، وأيضاً من أجل الإنسانيَّة. محاولاته هذه، أوصلته إلى مستوى القيادة الفكريَّة والعمليَّة.
الرَّفيق “هوكر” الذي كان يُعرف بجسارته وتضحيته، ومع بداية حملة الشَّهيد “روبار قامشلو” لعب فيها دوراً واضحاً. هذه الحملة كانت تمثّل المقاومة ضُدَّ التَّهديدات التي نشرها مرتزقة “داعش” في المنطقة. كافح الرَّفيق “هوكر” في هذه الحملة من أجل الانتقام للشُّهداء، وأوصل كفاحهم إلى الذروة. وحينها كان هناك خطر الإبادة على شعوب المنطقة، وبهدف إزالة هذا الخطر؛ كافح بإصرار وتصميم كبيرين، و بذهنيَّة هذه القيم الإنسانيَّة والوطنيَّة كان قراره الكفاح من أجل حُرّيَّة شعبه. وبروح واثقة، ورغم صعوبة ظروف وشروط الكفاح، كان دائماً جاهزاً و بعيد عن المصالح الشَّخصيَّة.
الرَّفيق “هوكر”، وفي إطار حملة الشَّهيد “روبار قامشلو” في الحسكة، وخلال عمليَّة عسكريَّة، أصيب بشكل بليغ، وأظهرت تلك الإصابة قوَّة قراره وإرادته. الصعوبات، والظروف والشّروط الخطرة للقتال، وبدلاً من أن تُضعف وتكسر إرادته، عزَّزت أكثر من كفاحه. بعد إصابته، يُسيّر نضاله الثَّوري في فدراسيون جرحى الحرب في شمال وشرق سوريّا، وخلالها كشف عن وفائه ومطالباته بمواصلة الكفاح.
الرَّفيق “هوكر آمد” وضمن فدراسيون جرحى الحرب في شمال وشرق سوريّا، كان له جهد كبير في عمل الفدراسيون، و حمل واجب ومسؤوليَّة تدريب رفاقه في الأكاديميّات الإيديولوجيَّة والمسلكيَّة، وكان يبدي اهتماماً كبيراً بتدريب الجرحى، في هذه المرحلة وكي يصبح قوَّةً للرِّفاق الجرحى أبدى محاولة كبيرة، وأضفى فائدة كبيرة على تطوّرهم.
إلى جانب أعماله في الأكاديميّات؛ احتلَّ مكانه في لجان الجرحى في مقاطعة الجزيرة، وكان على علاقة مع رفاقه الجرحى، وعن قرب. كُلُّ أعماله كانت تسير بشكل سلس ومنظَّم وواسع، بدءاً من أعمال الخدمة الصحيَّة وحتى في المواضيع الحياتيَّة، كان يبدي مقاربات إنسانيَّة صحيحة خلال ارتباطاته مع رفاقه الجرحى.
كان يتابع عن قرب الأحوال الصحّيَّة لرفاقه الجرحى، وكان يفعل المستحيل من أجل تقديم المساعدة الطُبيَّة لهم. على هذه الأسس ومن أجل زيادة تقديم الخدمات الصحيَّة وتطوير مقاربات التحذير من المشاكل الصحيَّة للجرحى، طوَّرَ العديد من المشاريع. هذا الارتباط القوي ومقاربته لتقديم العون، تقاسَمَها مع رفاقه، وأصبح لهم مصدراً للمعنويّات والتَّحفيز. مقارباته هذه أخرجت حالة الجرحى من حالة الإصابة، وتحوّلت إلى موقف يستقطب المقاومة والمسؤوليَّة المجتمعيَّة، والتي منحها شكلاً وصيغة جديدة. بهذه الذّهنيَّة وعلى أساس إيديولوجيّ وفلسفي استمرَّ في نضالاته الثَّوريَّة.
الرفيق “هوكر آمد” كان صميميّاً، وفيّاً، وذو جوهر نقيٍّ وبشوشاً، ومن خلال هذه الصفات أصبح مصدر إلهام للرِّفاق في محيطه،”هوكر آمد” ذو الوجه الدافئ والضحوك، كان يعلم كيف يمنح القوَّة للإنسان، ومنح هذه البصيرة إلى رفاق دربه أيضاً. وقفته تحوَّلت إلى مثال في كيفيَّة أنَّ كفاح المرء من أجل الوجود والمسؤوليّات المجتمعيَّة مرتبطة مع بعضها.