الشهيدة جيندا جودي
تُعد الرفيقة جيندا جوري رمزًا من رموز البطولة والقيادة النسائية، حيث تجسد قيم الشجاعة والتضحية في كل ما قامت به. منذ بداية مسيرتها، أثبتت أنها ليست مجرد رفيقة في النضال، بل قائدة بارزة ساهمت في رسم ملامح مستقبل أفضل. من خلال قيادتها الحكيمة وأعمالها الباسلة، أظهرت الرفيقة جيندا قوة النساء وقدرتهن على إحداث التغيير، مما جعلها مثالًا يُحتذى به في السعي نحو الحرية والعدالة.
الرفيقة جيندا جوري: رمز الشجاعة والتضحية
رغم كل هجمات الإبادة الجماعية الأيديولوجية، تصر ثورة المرأة في روج آفا، بمقاومة كبيرة، على التطوير وبناء الحياة الحرة. لذلك، تستمر هجمات الدولة التركية الفاشية على المنطقة بكل الأساليب القذرة. تستهدف دولة الاحتلال التركي في هذه الهجمات نساء الثوار بشكل خاص. واستهداف قادة ومقاتلات وحدات حماية المرأة اليوم بالطائرات المسيّرة التابعة للدولة التركية المحتلة يظهر العار الدولي مرة أخرى.
تم استهداف رفيقتنا وقيادتنا جيندا جودي من قبل طائرة مسيرة تابعة للدولة التركية المحتلة على الطريق الواصل بين عامودا وقامشلو. ونتيجة لهذا الهجوم المتواصل من قبل الدولة التركية المحتلة، انضمت القيادية جيندا جودي ورفيقنا صالح خليل إلى قوافل الشهداء.
رفيقتنا خزال بلكة، المعروفة باسم جيندا جودي، وُلدت عام 1985 في مدينة شرناخ، ضمن عائلة ذات ثقافة وطنية عالية. في تاريخ النضال من أجل حرية كردستان، تُعتبر بوطان مركزاً أساسياً لتنظيم حركة حرية كردستان. قاوم شعبنا في بوطان الأغوات والأمراء، وكذلك حكم العثمانيين والجمهورية التركية، ودائمًا كان يأخذ المقاومة كأحد أساسياته ضمن صفوف النضال. على مر السنين، بلغت هذه الروح المقاومة لشعبنا ذروتها، خصوصًا في التسعينات، وخلقت شخصيات مثل بيريفان (بئنفش آكال). وفي شخصية جيندا جودي، تحولت هذه الروح الانتفاضية إلى ثقافة مستدامة. القيادية جيندا من منطقة بوطان، حيث قاتل العديد من أبنائه الأبطال في صفوف الحرية، وضحوا بأنفسهم من أجل حرية شعبهم.
في عام 1989، أثناء تشكيل جيش حركة حرية كردستان، شاركت العائلة النبيلة للقيادية جيندا في تنظيم الجيش ضد الاحتلال التركي، بقيادة القيادي الكبير محصوم كوركماز (عكيد). أصبحت عائلة القيادية جيندا من أنبل عائلاتنا وأكثرها اجتهادًا في تاريخ النضال من أجل الحرية. من خلال مشاركتها وكفاحها، أوضحت عائلة رفيقتنا جيندا ما هو النضال الحقيقي من أجل حرية كردستان، وأن دفع الثمن في نهاية المطاف يأتي بالحرية والنصر. انضم والد القيادية جيندا، يوسف بالكة، إلى قوافل الشهداء عام 1998 عندما كان يعمل ضمن حركة حرية كردستان. كانت هذه العملية بداية رحلة جديدة لعائلة بلكة نحو الانضمام إلى صفوف حركة حرية كردستان. كما انضم شقيقا القيادية جيندا، فراس ورزكار، إلى قوافل الشهداء في بوطان في تواريخ مختلفة.
وبناءً على إرث المقاومة، شاركت القيادية جيندا في الأنشطة الشبابية في التسعينيات بشمال كردستان. وفي عام 2003، انضمت القيادية جيندا إلى صفوف حركة حرية كردستان من بوطان للمشاركة بفعالية في النضال من أجل الحرية، حيث بدأت نضالها من جبال كردستان. وعلى قمم الجبال الحرة، كامرأة بوطانية، اكتسبت تجارب كبيرة ضمن صفوف حرب الكريلا.
عندما بدأت الثورة في روج آفا بناءً على دعوة القائد آبو، توجهت جيندا إلى أراضي روج آفا كردستان. وبين صفوف وحدات حماية المرأة، أصبحت واحدة من النساء الشجاعات. وفي خطوات التحرير، أخذت جيندا مكانها في الصفوف الأمامية لجبهات القتال. قاتلت القيادية جيندا ضد مرتزقة داعش في معارك مثل جزعة، ربيعة، مبروكة، تل كوجر، سري كانية، وخطوط الشهيد روبار والهول. خلال أصعب أوقات الحرب، وقفت القيادية جيندا على واجباتها العسكرية كامرأة مقاتلة من أجل الحرية. وعلى الرغم من إصابتها، لم تتوقف عن النضال، وخاضت معاركها في كل جبهات المقاومة دون أن تفرق بين أعمال الثورة، بتضحياتها وشجاعتها في سبيل حماية أرض الوطن وتنظيم العمل الوطني من أجل الديمقراطية.
تم استهداف رفيقتنا جيندا جودي من قبل الطائرات المسيّرة للدولة التركية الفاشية في 3 سبتمبر 2024، وانضمت إلى قوافل الشهداء.
تستهدف الفاشية التركية مقاتلي وقادة وحدات حماية المرأة، الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في الحرب ضد داعش، بأساليب غير معقولة. بهذه الطريقة، تسلط الضوء على حقيقة الإبادة الجماعية التركية. اليوم، مقاومتنا هي مقاومة للعيش بكرامة، وقد نجحنا في إنشاء ثورة بديلاً لحياة شباب وشابات الوطن الأعزاء. بالطبع، سندافع دائمًا عن ثورتنا بعزم كبير كما في اليوم الأول. نحن قوة انتقامية، وليعلم الاحتلال التركي جيداً أننا لن نترك انتقامنا على الأرض أبداً، وأن دماء رفاقنا لن تذهب هدراً. سنحاسب الفاشية التركية على كل محاولة من محاولات الغزو.
نحن، كوحدات حماية المرأة، نتقدم بأحر التعازي لعائلة القيادية جيندا جودي العزيزة، ولشعبنا المقاوم في بوطان، ولشعبنا الوطني بأكمله. نعدُ رفاقنا وقادتنا بأننا سنحقق أحلامهم ومثلهم العليا في الحرية. لقد تأسست ثورة روج آفا على إرث أمثال القيادية جيندا جودي، وستستمر في رفع مستوى نضالها من أجل حماية إنجازات الثورة.
هوية رفيقتنا هي كما يلي:
الاسم الحركي: جيندا جودي
الاسم والكنية: خزال بلكة
اسم الأم: بهية
اسم الأب: يوسف
مكان وتاريخ الاستشهاد: عامودا – قامشلو / 03-10-2024