الحياة الندية

“الحياة الندية” يستعرض فلسفة القائد حول الحرية والكرامة الإنسانية. يركز القائد أوجلان على أهمية تحقيق الذات من خلال النضال السياسي والاجتماعي، مشددًا على ضرورة المساواة بين الجنسين ودور المرأة في الحركة التحررية. يستكشف أيضًا العلاقة بين الهوية الثقافية والحرية، ويقدم رؤى حول كيفية بناء مجتمع ديمقراطي تعددي. الكتاب يمثل دعوة للتغيير والمقاومة في وجه الأنظمة القمعية.

الحياة الندية

عبدالله أوجلان

من ابعاد الامة الديمقراطية

منشورات لجنة بحوث العلوم الاجتماعية

 

فيما يخص الحياة المشحونة بالمعاناة تحديدا” ،او على إيجاد الحلول المتعلقة بالحياة الاجتماعية العادلة والجميلة والصحية بأقل تقدير. اذا انعكفنا على حقيقة المرأة بهذه الارشادات الفلسفية ، فسنصل الى نتيجة لزوم عقد أواصر الحياة القيمة مع المرأة بكل محاسنها وصوابها وجمالها. وانطلاقا” من هذا الحكم ، يغدو من المحال ان يتجسد المرام الأصلي للمرأة في التولد والتكاثر .اي بالمستطاع القول ان الكائنات الحية الأحادية الخلية والابسط نوعا” من بين المخلوقات ، تدرك عملية التوالد ؛وربما شفرة حياتها تأسيسا” على هذا الهدف الوحيد .لكن التطور الطبيعي والتدريجي الحاصل يدل على ان انشطار الخلية الوحيدة الى نصفين يكادان يكونان متساويين ليس بنهاية الحياة ، وان عملية انشطار الكائن الأحادي الخلية ملايين المرات لا يؤول الى نهاية الحياة، بل الى التنوع والتباين السريعين ؛ مشيرا” بذلك الى ان الجواب التالي القيم ليس تكاثرا” بقدر ما هو تغيرٌ وتحول. بمعنى آخر، فالتكاثر أداة لازمة لأجل الحياة ،لا كنها غير كافية ٍ بتاتا” لأجل فهمها .أي أن التكاثر أداتي ٌ ،وليس هدفا” او معنى”. او بالأحرى ،فالحياة التي ينحصر معناها في التكاثر فحسب ، هي حياة ناقصة ومعلولةٌ للغاية . وبينما الوضع هكذا لدى الكائن الأحادي الخلية ، فأن حصر الحياة الإنسانية مع المرأة في التولد والتكاثر لا يفيد فقط بنقصان المعنى ، بل وبالعمى فيه أيضا” .حيث، ونظرا” لان التكاثر عن طريق المرأة لن يكون كما لدى الأميبا  فإن وضع هذا التكاثر في مركز الحياة ، وجعله هدفها ، يدل على عدم استنباط المعاني اللازمة من التطور الطبيعي الرائع لدى الكائنات الحية . علما” أن مشكلة السكان في المجتمع البشري قد حلت كليا” بالتقنيات العصرية . أي أن مشكلة النوع البشري ليست قلة السكان ، بل وعلى النقيض ، فالتكاثر الذي لم يعد يتسع له الكونُبات قضية كبرى تتعاظم باضطراد بيد أنه، وكما اثبت في الكائن الأحادي الخلية ، فسرعة التكاثر مرتبطة بالمستوى المتخلف والبدائي ، وكل تكاثر يعني الموت والتكاثر الجسدي يتضمن معنى كهذا في جميع ضروب التطور التدريجي .فالمخلوق الفاني يعتقد بتخليد ذاته من خلال التكاثر ، وهذا هو الضلال . فالاستمرار بالذات باستنساخها قد يلبي حاجة المأمن ويشبع رغبته في الطموح إلى الخلود ،ولا كنه لن يستطيع جعل ذلك حقيقيا” وواقعيا” باختصار؛ ما من معان ٍ جادةٍ في فلسفة الحياة المرتكزة الى التكاثر عبر المرأة .إن ظاهرات من قبيل الميراث والقوة قد حملة المرأة الولود والمنجبة  بمعاني معينة بالقمع والاستغلال على حساب المرأة .أي ان المرأة التي تنجب كثيرا” هي التي تموت باكرا” .من هنا ، فالحياة النفسية جدا” مع المرأة من حيث المعنى ممكنةٌ إما بأدنى نسبة ٍ من الانجاب أو هي ممكنة ٌ مع المرأة التي لا تنجب أبدا”، مادام ثمة مشكلة كزيادة السكان عموما” بالنسبة للنوع البشري. قد يكون لإنجاب الكثير من الأطفال معنىً وقيمة على صعيد الدفاع عن الذات بالنسبة الى شعوب المستعمرات النائية العاجزة عن تطوير نفسها فردا” ومجتمعا” من ناحية القوة الفكرية والسياسية .ذلك ان الرد بالإكثار من النسب على الإبادة المفروضة على الذات ، هو أسلوب من أساليب المقاومة والتصدي وتأمين وجود الذات .لكن هذا دفاع ذاتي خاص بالمجتمعات التي لا تملك كثيرا” فرصة الحياة الحرة .ولهذا السبب بالذات يستحيل وجود حياة جمالية تتخذ من الصواب أساسا” للمرأة ،في المجتمعات التي يتدنى فيها مستوى المعنى الى هذه الدرجة .والحقيقة القائمة للمجتمعات في ارجاء المعمورة تبرهن صحة ذلك . إذ ما من جانب خصوصي لنشاطي المأكل والمأمن في العيش مع المرأة ، لانهما يسريان على كل كائنٍ حيَكما ولا جدوى في نقاش الحياة من دون المرأة او الرجل .حيث تسود ظاهرة الذكورة والانوثة في جميع حيوات التكاثر الجنسي والتكاثر اللاجنسي . بناء” عليه ، فالمشكلة لا تتعلق بحياة الشراكة الندية تحديدا” ، بقدر ماهي معنية بمعناها داخل المجتمع البشري .المجتمع البشري ليس شكل حياة لاي نوع كان من الكائنات الحية . حيث يحتوي خصائصا” تؤهله لتطوير ظاهرة السيطرة والسلطة بين صفوفه وعلى الطبيعة على حد سواء .أما الانسياق وراء الحد الأعلى من الأمم كما” ونوعا” ، مثلما الحال في سلطة الدولة القومية ، فربما يحول كوكب الحياة الى مقبرة للحياة .ينبع الانحراف هنا المجتمع ، أي المجتمع الرجولي المهيمن . ذلك أن الهيمنة التي يسلطها الرجل المسيطر على حياة المرأة ، قد آل بكوكبنا الى حالةٍ لا يطاق العيش فيها .لا يجري بلوغ هذه النتيجة بالتطور البيولوجي الطبيعي ، بل بالسلطة المهيمنة ذات الحاكمية الرجولية . تأسيسا” عليه يتوجب انقاذ الحياة مع المرأة من ظاهرة السلطة المهيمنة ذات الحاكمية الرجولية . فالمرأة التي تمر حياتها تحت نير السيطرة والحاكمية ، باتت مزيتها في الأنجاب  تقضي على الحياة بشكل تهكمي ساخر مع حلول عصر الحداثة الرأسمالية ،رغم أن هذه المزية أحيت البشرية مدى ملايين السنيين .إن العيش مع المرأة في كنف الوضع القائم ينبئ بنهاية الحياة. ولهذه الحقيقة عدد لانهاية له من الإشارات والدلائل . وإذ ما رتبنا تلك الدلائل :

_ تم بلوغ مرحلة عدم اتساع الكون للتزايد السكاني الذي غدا يهدد الكائنات الحية الأخرى .هذا النوع من الحياة مع المرأة القابعة تحت نير الوضع الحالي ، يهدد طبيعة الحياة وبيئتها بسرعةٍ متزايدة ٍ يوما” وراء يوم.

_ كما أن هذه الحياة تفتح الطريق أمام عنف السلطة اللامحدودة داخل المجتمعات وخارجها . والمستوى الذي وصلته العسكر تاريةُ يثبت صحة هذه الحقيقة بما فيه الكفاية._ لقد صير الجنس لدى المرأة أداة استغلالية ً مروعة، وطبق عليها قمع واستغلال فظيعان .كما حرفت الحياة كليا” مجراها بحيث تكاد تعني _ فقط وفقط _ شذوذا” جنسيا” متكررا” بلا جدوى .

_ أصبحت المرأة المهمشة طرديا” من المجتمع أداة ضرورية لابد منها لإدامة النسل ، وسلعة جنسية ، وقوة عاملة هيا الا بخس على الاطلاق. وكأنه لم يعد لها أي معنى آخر_ وكأنه تطبق إبادة ثقافية على المرأة .حيث لا قيمة لها سوى دورها في ممارسة الجنس وإدامة النسل ، وكونها جيشا” من العاطلين المجانيين أو العامليين بأبخس الأجور . لقد جردت من قوة الدفاع الذاتي التي تمكنها من حماية نفسها جسديا” أخلاقيا” ومعنى.

_ مجتمع كهذا يترك المرأة تتخبط بين مخالب حياة بلا معنى في ظل هذه العوامل والمؤثرات ، لا يمكن الا أن يكون إلا  أن يكون مجتمعا” مريضا” .فالمرأة المفتقرة الى المعنى ، يصبح مجتمعها أيضا” بلا معنى هذه الامارات التي بالمقدور زيادتها أكثر ، تكشف بكل جلاءٍ عن مسيس الحاجة الى اطراء تحول جذري على حياة الشراكة الندية مع المرأة ، وتجعلها مهما عاجلة . فالحياة الحرة مستحيلة ٌ مع امرأة ٍ مستملكة ٍ وبلا حماية . وهي غير ممكن أخلاقيا ايضا ذلك ان العبودية لا تتحقق الا عند القضاء التام على الاخلاق وبطبيعة  الحال لا نستطيع تسميه اخلاق قوى الهيمنة بالا خلاق حيث ان القوه المهيمنة وبالتالي الرجولة المهيمنة لا تتحقق الا ابن حطاط الاخلاق ونظرا لاستحاله العيش من دون المرأة والعكس صحيح فقد تكون الحياه وارده من دون الرجل ولكنها ستكون حياه عبودية فان قاد الحياه حينئذ يجعل تحرير المرء ضرورة حتميه لا مناص منها هذا الشرح معني بالأكثر بالمرأة ضمن البنيوية الاجتماعية كما وتتضاعف اهميه قضيه المرأة بمعالمها الذهني وعلاقتها التي تحتويها حيث من المستحيل العيش مع المرأة بوصفها شريكه عموما وشريكه حياه حرا على وجه الخصوص ما لم تطور ذهنيه تتصدى بنجاح موفق الدلائل السلبية البارزة بشان المرأة بناء عليه ولأجل العيش على مستوى الشراكة الحرة مع المرأة باعتبارها اطروحة مضادة بإمكاننا ايجاز ما يلزم تحقيقه على الشكل التالي تمت حاجه ماسه

اولا الى مصطلح حياه الندية ايكولوجية لا تعمل اساسا باستمرار النسل والتكاثر بل تتلائم والطموحات العالمية للبشرية وتقتف اثر نشوء الكائنات الحيه الأخرى .

يتبع …

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.