ننعي إلى شعبنا الرفاق الشهداء آندوك، آرارات، وإيريش الذين ارتقوا أثناء أداء مهامهم الثورية

إلى شعبنا والرأي العام

ننعي إلى جماهير شعبنا كوكبة من رفاقنا المقاتلين الأبطال، الذين ارتقوا شهداء في ظروف كفاحية مختلفة، بعد مسيرة طويلة حافلة بالمقاومة والعمل الدؤوب بكل تفانٍ وإخلاص لتحقيق أهداف الثورة.

في أكتوبر 7, 2025 0

إلى شعبنا والرأي العام

رفيقنا الشهيد آندوك إيريش فيان كان من القادة المميزين في صفوف قواتنا، بانضمامه المبكر وخبرته الواسعة التي وصلت إلى درجة الاحتراف. وقد امتاز بسعة ثقافته وذهنيته المنفتحة، ما جعله رفيقاً مؤثراً ترك بصماته على العديد من النجاحات. كان دقيقاً في التخطيط لكل عمل يقدم عليه، جريئاً في طرح المسائل للنقاش، ومبادراً مبدعاً في وضع التكتيكات، فضلاً عن تشديده الدائم على روح العمل الجماعي، الأمر الذي جعله يدخل قلوب جميع رفاقه.

تنقله بين عدة جبهات رفع من مستوى خبرته القتالية، فشارك في حملات متعددة لقواتنا، وخاض مع رفاقه مقاومة تليق بشعبنا، أثبت فيها قدرته على تحقيق الانتصارات وتوجيه ضربات موجعة للعدو حتى في أحلك الظروف.

لقد ترك رفيقنا “آندوك” أثراً كبيراً في نفوس رفاقه، فتعلموا منه الوفاء للشعب وللشهداء، وهي القضية التي شغلته دائماً ودفعته لبذل المزيد من الجهود لتحقيق أحلامهم والارتقاء بمستوى المقاومة. كان يصرّ على ضرورة تنظيم صفوف القوات وتدريبها، ويؤكد دوماً على الالتزام بالتعليمات، معتبراً ذلك الطريق الأمثل للنجاح في المهام وتجنب الخسائر وإلحاق الهزيمة بالعدو. إخلاصه اللامحدود وتواضعه وتفانيه في العمل، جعلته يخلّد ذكريات كفاحية جميلة مع رفاقه لن يمحوها الزمن.

أما رفيقنا الشهيد آرارات سرحد، فكان القائد الميداني الفذّ الذي لم يعرف الكلل أو الملل في مواصلة الكفاح والعمل. على العكس، كان دائماً في ذروة الحماسة ورفيع المعنويات حتى في أشد المعارك. حكمته في القيادة كانت أحد أسرار النجاحات التي حققها.

شارك رفيقنا “آرارات” في عدة حملات لقواتنا، مثل حملة الشهيد روبار، وحملة تحرير منبج، والهول، والشدادي وغيرها. أصيب خلالها عدة مرات، لكنه واصل العمل بنفس الإصرار، ولم تكن إصاباته يوماً عائقاً أمام أداء واجباته، بل زادته إيماناً بضرورة مضاعفة الجهود لتحقيق النصر.

وإلى جانب عمله العسكري، نشط الرفيق “آرارات” في الميدانين السياسي والمجتمعي، فبرز اسمه كمناضل مخلص يتمتع بخطاب مؤثر وأسلوب جذاب، يلامس قضايا الناس اليومية، ويركز على القضايا الوطنية الجوهرية خلال التجمعات التي كان يقيمها في المدن والقرى. هذا التفاعل أكسبه ثقة الناس وإيمانهم العميق بالقضية التي نذر حياته من أجلها.

إن فقدان رفيق بقامة “آرارات” خسارة كبيرة لشعبنا، فقد ترك استشهاده ألماً عميقاً في نفوس رفاقه ومحبيه، لكنه في الوقت ذاته زادهم عزيمة على مواصلة دربه حتى تحقيق النصر.

أما رفيقنا الشهيد إيريش أوموت، فقد عرفه شعبنا عن قرب من خلال نضاله في عدة مناطق من الوطن، حيث كان بالنسبة لهم الرفيق والأخ، يتمتع بشخصية متواضعة ومرحة، إلى جانب جديته العالية في العمل والكفاح. ينحدر “إيريش” من عائلة قدمت العديد من أبنائها إلى صفوف الثورة ونالت شرف الشهادة، من بينهم شقيق للرفيق “إيريش”.

شجاعته وبطولاته في الحملات التي شارك فيها أصبحت أحاديث يتناقلها الناس في كل المناطق التي عمل فيها، مما زاد ثقة الشعب بحتمية انتصار ثورة يشارك فيها أمثال “إيريش”.

حمل رفيقنا “إيريش” حب الشعب والثورة حتى آخر لحظة من حياته، فعمل بنكران ذات عظيم، وأبدى شجاعة فائقة في كل مراحل نضاله، حيث كان يجد حلولاً لكل الصعاب التي تواجهه، ولم يعرف العجز يوماً، بل كان دائماً خلاقاً ومبدعاً.

أصيب في قدمه اليسرى خلال إحدى الحملات، كما أصيب إصابة بالغة في يده اليمنى في حملة أخرى، ما اضطر لتركيب صفائح معدنية، إلا أن تلك الإصابات لم تحدّ من عزيمته وشجاعته، فواصل مسيرته الثورية بكل إباء حتى دخل سجل الخالدين.

نحن إذ نعزي أنفسنا وذوي رفاقنا الشهداء وجميع عوائل شهدائنا، فإننا في الوقت نفسه نؤكد تمسكنا بوصاياهم في مواصلة الكفاح والارتقاء به، وعهدٌ علينا ألا نتوقف عن النضال حتى نحقق أحلامهم وأهدافهم التي ضحوا بدمائهم من أجلها، ونتوّجها بالنصر المؤزر.

سجل الشهداء: