من مجزرة الساحل السوري إلى النضال من أجل الحرية

روكن طرطوس، مقاتلة في وحدات حماية المرأة، إحدى فتيات الساحل السوري اللواتي هُجّرن إلى غرب كردستان جراء مجازر هيئة تحرير الشام. وجهت نداءً لأهالي الساحل السوري، حثتهم فيه على التعرّف على أفكار ورؤية القائد عبد الله أوجلان.

روكن طرطوس، مقاتلة في وحدات حماية المرأة، إحدى فتيات الساحل السوري اللواتي هُجّرن إلى غرب كردستان جراء مجازر هيئة تحرير الشام. وجهت نداءً لأهالي الساحل السوري، حثتهم فيه على التعرّف على أفكار ورؤية القائد عبد الله أوجلان.

مع تقدّم هيئة تحرير الشام، وصلت الأحداث والتطورات في سوريا إلى مرحلة حرجة. هذه الهيئة الجديدة، التي كان من المفترض أن تخدم الشعب السوري، وتضمد جراحه، وتسهل إعادة بناء المجتمع، دخلت مرحلة المحاسبة بعقلية طائفية متعصبة. وقد بات واضحًا أن المجازر التي ارتكبتها الهيئة بحق العلويين والدروز، ومعاملتها الظالمة للنساء، دليلٌ واضح على أفعالها. ونتيجةً لوحشية هيئة تحرير الشام ومجازرها، اضطرت عائلاتٌ كثيرةٌ إلى النزوح إلى مناطق الإدارة الذاتية، ومن بين هذه العائلات عائلة ركن طرطوس.

شهدت ركن بنفسها الأحداث المروعة التي وقعت في الساحل السوري. هاجرت مع عائلتها إلى غرب كردستان بحثًا عن حياة حرة وسلمية. انضمت إلى وحدات حماية المرأة للدفاع عن وطنها ومجتمعها وهويتها العلوية. وبصفتها امرأة من الطائفة العلوية، تُحارب الآن عقلية “علم واحد، طائفة واحدة، أمة واحدة” – عقلية الدولة القومية – وتشارك حاليًا في حملة دير الزور ضد خلايا داعش.

“المجازر والقتل ليس قدرًا”

وفي حديثها عن نضالها، قالت روكن طرطوس:
“من خلال معرفتي بمشروع الأمة الديمقراطية، استطعتُ فهم فكر القائد أوجلان بعمق. انضممتُ إلى وحدات حماية المرأة انطلاقًا من فلسفته الإنسانية، لأنه من خلال هذه الأيديولوجية يُمكن للمرء أن يُدرك القيم الإنسانية ويحميها. وكامرأة، أدركتُ أنني أملك القدرة على الدفاع عن نفسي ومجتمعي، لأن المرأة أساس أي مجتمع”.

لفتت ركن الانتباه إلى معاناة النساء في الساحل السوري، وأضافت:
“تشهد المناطق الساحلية مجزرة مروعة، يُقتل فيها الأطفال والرجال، وتُختطف النساء ويُعرّضن لجرائم وحشية. تُجرّد النساء من جوهرهن وحقيقتهن، ويُحجبن، ويُجبرن على أداء واجبات منزلية. لكن هذا ليس قدر النساء. فالمرأة القوية قادرة تمامًا على حماية نفسها ومجتمعها”.

“عملية دير الزور هي رد حاسم على الهجمات الإرهابية على مجتمعي”

أكد ركن على أهمية حملة دير الزور، قائلاً إن عقلية داعش لم تُقضَ على بعد، وتابع:
“مشاركتي في عملية دير الزور ردٌّ حازم على الهجمات الإرهابية التي تستهدف مجتمعي. هذا الرد ليس موجهاً لشعب أو منطقة بعينها، بل هو لحماية القيم الإنسانية والضمير الإنساني جمعاء”.

روكن طرطوس، مقاتلة في وحدات حماية المرأة، دعت أهالي الساحل السوري إلى إدراك أن مشروع الأمة الديمقراطية هو السبيل الوحيد للتحرر من جميع أشكال المجازر والاستغلال. واختتمت رسالتها قائلةً:
“لكي تعيش المرأة حياة حرة وآمنة، عليها أن تتعرف على أفكار القائد أوجلان، لتكتشف من خلالها قوتها الحقيقية. إن السبيل الوحيد لمواجهة هذه المجازر هو تبني عقلية الحماية والدفاع عن النفس، إلى جانب الوعي السياسي. أدعو أهالي الساحل السوري إلى التعرّف على أفكار القائد أوجلان والسير على خطاه، واعتبار حريته الجسدية حرية البشرية جمعاء”.

مركز إعلام وحدات حماية المرأة
26.05.2025

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.