بيان القيادة العامة لقوّاتنا بخصوص هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على كوباني

إلى شعبنا والرأي العام

لقد دخلت سوريا مرحلة جديدة مع انهيار سلطة نظام البعث، وهذا الانهيار خلق معها فراغات عديدة في المنطقة. وتغيرت سلطة ونظام دمشق، ومن غير الواضح كيف سيتم رسم مستقبل سوريا. دولة الاحتلال التركي والتي تشن منذ سنوات هجماتها على مناطقنا في شمال وشرق سوريا، استغلت حالة الفراغ هذه، ووجّهت مرتزقتها إلى مدينة منبج. دون شك أن دولة الاحتلال التركي، ومن خلال قواتها الجوية، وإن لم تكن بشكل مباشر، إلا أن قواتها البرية شاركت بشكل سري في الهجوم. وباحتلالها لها أدارت وجهتها نحو سد تشرين وجسر قره قوزاق، وبالأحرى حاولت أن تتوجه إلى كوباني. وهنا اندلعت معارك واشتباكات عنيفة جداً. وشن الاحتلال التركي هجماته على مقاتلينا، وبكل تقنيته العسكرية. إلا أنه بعد خمسة أيام، ونتيجة المقاومة الكبيرة لمقاتلينا، تم دحر جميع تلك الهجمات.
دون شك لم يتوقف الاحتلال التركي، والآن يخطط لشن الهجوم على مدينة كوباني. حتى أن مخططها هو احتلال كامل الأراضي السورية وإلحاقها بأراضيها. لذلك الآن هي في حالة استنفار وتحضير، وجهزت عدداً كبيراً من قواتها ومرتزقتها على طول المنطقة، وزودتهم بالأسلحة الثقيلة. وكذلك تشن الهجمات وتطلق التهديدات، وبشكل يومي.
العالم كله يدرك أننا كقوات سوريا الديمقراطية وبجميع مجالسها، بأننا قوة شرعية، وخضنا معارك شرسة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، وكفاحنا ضده مستمر إلى الآن. والعالم أجمع بارك لنا انتصارنا الكبير ضد “داعش”. لكن للأسف، وفي المكان الذي هزمنا فيه تنظيم “داعش” الإرهابي، فإنه اليوم وكأن الدولة التركية تنتقم لـ”داعش”، فإنها تهاجم هذه المناطق. الكل يعلم أن “داعش” هُزِمَ أولاً في كوباني. وواجه انكساره الأول هناك. إن كوباني، ومن أجل حرية الشعب الكردي وجميع شعوب المنطقة، وحتى من أجل حماية العالم أجمع من مخاوف انتشار “داعش”؛ فإنها دافعت عن الإنسانية أيضاً.
والذين كانوا يقولون: “سقطت كوباني، أو أنها على وشك السقوط”، اليوم يوجّهون مرتزقتهم إلى كوباني. نحن في قوات سوريا الديمقراطية قرارنا هو؛ بأننا سنقف ضد هذه الهجمات وحتى النهاية. ومثلما كانت كوباني بداية القضاء على “داعش”، فإنها ستغدو بداية هزيمة أردوغان ومرتزقته. مقاتلو الحرية وشعبنا في كوباني سيلقنون أردوغان ومرتزقته درساً تاريخياً.
بداية يجب على الشبيبة الكردية والعربية وجميع أبناء شعبنا رؤية هذه المخاطر، ومن أجل تصعيد المقاومة المقدسة، عليهم أن يأخذوا أماكنهم ضمن صفوف (قسد). لقد حان ذاك الوقت الذي يجب فيه أن يتدفق الشباب صفوفاً صفوفاً للانضمام إلى (قسد). فإن كنا نريد أن تعيش عوائلنا وشعبنا بأمان وشرف على أرضهم؛ فيجب أن ننضم بشكل عاجل إلى صفوف (قسد). وبهذا الموقف المقاوم سنتمكن من أن نضمن العيش بحرية وبأمان.
بقدر ما يحمي شعبنا نفسه في كل مدينة، حي وشارع، فإنه بذاك القدر سيصبح سنداً لقواته التي تدافع عنه. لذلك يجب على شعبنا أن يعمل ويتحرك بروح النفير العام، وأن ينظم حياته وفق حقيقة هذه الحرب الشرسة.
نحن كقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ننادي جميع شعوب الشرق الأوسط، العالم، والحلفاء والأصدقاء الثوريين، الشخصيات الديمقراطية والمطالبة بالحرية، بأن عليهم أن يأخذوا مكانهم إلى جانب شعب كوباني وقوات سوريا الديمقراطية، وأن نحيي معاً روح الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني. هذه الروح مرة أخرى ستحمي العالم من مخاطر “داعش” وحلفائه، وكذلك عليهم لعب دورهم من أجل بناء سوريا ديمقراطية وحرة.

القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية
17 ديسمبر/ كانون الأول 2024

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.