الشهيد نسرين جيا

من قلب الثورة، يواصل أبناء وبنات شعبنا الأوفياء والشجعان كتابة صفحات حافلة بالصمود والبطولة. وتصبح حياتهم ملاحم عصرنا المعاصر، مجسدين أقدس قيم شعبهم وتاريخهم.

من قلب الثورة، يواصل أبناء وبنات شعبنا الأوفياء والشجعان كتابة صفحات حافلة بالصمود والبطولة. وتصبح حياتهم ملاحم عصرنا المعاصر، مجسدين أقدس قيم شعبهم وتاريخهم.

في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ومع انطلاق حملة هيئة تحرير الشام لإسقاط نظام البعث، كانت العصابات التابعة للدولة التركية المحتلة تتقدم بالتزامن مع تقدمهم نحو مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
من جهة، لم يستسلم مقاتلو الهيئة للمناطق والمدن الخاضعة لسيطرة البعث حتى وصولهم إلى دمشق. ومن جهة أخرى، شنّ المرتزقة المدعومون من الدولة التركية هجمات وحشية على مناطقنا.
أمام هذا الوضع، استنفرت قواتنا، إلى جانب شعوب المنطقة، واتخذت موقف الدفاع عن النفس بجهوزية وتضحية منقطعتي النظير.

خلال هذه المقاومة التي استمرت أشهرًا، دخلت قواتنا من وحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) ساحة المعركة بقناعة راسخة: يجب ألا نسمح للعدو بزعزعة استقرار مناطقنا أو إبادة شعبنا. خاضوا حربًا لا هوادة فيها، ونجحوا في إجبار العدو على التراجع، موجهين ضربات قاصمة للاحتلال.

انضمت رفيقتنا دنيا حنان، المعروفة باسم نسرين جيا، إلى هذه المقاومة بعزيمة لا تلين منذ بداية العملية.
وبإرادة صلبة، قادت رفاقها المقاتلين في وحدتها، وشاركت في المعركة الشرسة التي دارت رحاها في مدينة منبج. وبصفتها رفيقة قيادية، ردّت على هجوم الاحتلال بشجاعة ومقاومة جريئة.

وُلدت رفيقتنا دنيا حنان، المعروفة باسم نسرين جيا، في مدينة عفرين الجميلة عام 1999. نشأت في بيئة وطنية وثورية غرست حبًا عميقًا لشعبها. انخرط العديد من أفراد عائلتها في النضال الثوري، وأصبحت واعية بمسؤولياتها تجاه وطنها من خلال روح الثورة ودفئها.
بهذا الوعي، انضمت إلى وحدات حماية المرأة (YPJ) في عفرين عام 2016. تلقت تدريبها الأولي هناك وواصلت خدمتها في عفرين والشهباء وحلب لفترة طويلة، طورت خلالها شخصيتها واكتسبت خبرة قيمة.
انتقلت لاحقًا إلى إقليم الفرات ثم إلى إقليم الجزيرة، حيث خضعت لتدريب عسكري وعقائدي في أكاديمية الشهيدة ديلان. هناك، صاغت شخصيتها وفقًا لمعايير ومبادئ المرأة الحرة كما حددها القائد آبو.

كانت أحلامها بالحرية، وأهدافها نبيلة وواسعة كثورة روج آفا. وكما قاتلت بعزيمة في معارك عفرين والشهباء، انتقلت مع رفاقها إلى جبهات القتال في منبج.
وهناك، بروح ثورية وإرادتها الصلبة، قاومت الاحتلال حتى آخر رمق، دون تراجع. حتى بعد إصابتها، رفضت التخلي عن موقعها، وواصلت القتال على الجبهات حتى استشهادها في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

بأرواح شهدائنا الأبرار، وآخرهم رفيقتنا نسرين، عازمون على التمسك بأهدافهم ومواصلة دربهم.
نتقدم بأحر التعازي لعائلتها ولشعبنا ولجميع رفاقنا.
نجدد عهدنا للقائد آبو وللشهداء. سيُصبح نضال رفاقنا ضد التهديد والاحتلال نهج حياة لنا، وسيبقى محفورًا في ذاكرتنا إلى الأبد.
نجدد عهدنا، ونذكر رفاقنا ببالغ الاحترام والامتنان.

عاش القائد أبو
شهدائنا أحياء لا يموتون

                                                                 المركز الإعلامي لوحدات حماية المرأة (YPJ)

                                                                                                  18.09.2025

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.