الشهيد “عزيز عرب”.. بطل ملحمة ومقاومة جسر قره قوزاق

حاولت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها في الأيام القليلة الماضية، عبور نهر الفرات والسيطرة على كل من جسر قره قوزاق وسد تشرين. إلا أنه واجه مقاومة تاريخية باسلة، وفي أعلى مستوياتها، من قبل مقاتلينا في قوات سوريا الديمقراطية، وخاصة من قبل مقاتلي قوات مجلس منبج العسكري.

أحد مقاتلينا القادة الذين قاوموا حتى اللحظة الأخيرة ووصلوا إلى مرتبة الشهادة، هو القيادي “عزيز عرب” قائد لواء الشهيد “شرفان”.

ينحدر الرفيق “عزيز عرب” من عائلة وطنية في مدينة منبج، وانضم في وقت مبكر إلى صفوف وحدات حماية الشعب عام 2013، وخضع لعدة دورات تدريبية عسكرية وفكرية وسياسية، والتي ساهمت في صقل خبراته القتالية وتوسيع مداركه الفكرية والنظرية، ما جعلته يصبح قائداً ميدانياً يجيد استخدام التكتيكات العسكرية في المعارك ويعمل على مختلف أنواع الأسلحة، ويضع الخطط العسكرية الرصينة والمحكمة ويحقق من خلالها انتصارات كبيرة على العدو.

شارك رفيقنا القيادي في عدة حملات لقواتنا في مناطق شمال وشرق سوريا، خاصة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث كان قيادياً ومقاتلاً فعالاً في مقاومة كوباني عام 2014، وكذلك كان له دوره القيادي المؤثر في حملة تحرير تل أبيض عام 2015 من تنظيم “داعش” الإرهابي ووصل كوباني بمناطق الجزيرة وفك الحصار عنها. إلا أن مشاركته الأقوى كانت في حملة تحرير مدينته منبج وريفها من التنظيم الإرهابي عام 2016، حيث قاتل بكل قوة، وحرر أحياء واسعة من الريف والمدينة، عندما كان يقود مجموعات كبيرة من المقاتلين. وأصيب رفيقنا “عزيز” عدة مرات في المعارك والحملات التي شارك فيها، حيث أصيب في قدمه وكذلك في منطقة الورك خلال معارك مقاومة كوباني، ولكن الإصابة لم تنل من عزيمته وإصراره على مواصلة القتال والمقاومة.

برز اسم رفيقنا الشهيد “عزيز” مع الانتصارات التي حققها في الميدان، فأينما كان يكافح ويقاتل؛ تجده يحقق الانتصار تلو الآخر، حتى أن جميع الرفاق كانوا يرغبون بالانضمام إلى اللواء الذي يقوده، وبات يُشار إليه بالبنان ضمن صفوف قواتنا، ما جعله موضع ثقة لدى جميع القادة والمقاتلين، ومبعثاً للأمل ورفع المعنويات، حتى أطلق عليه اسم “قائد المهمات الصعبة”، لأنه كان يقلب موازين القوى لصالحه في الميدان، ويمتاز بمهارة استخدام التكتيكات العسكرية والمناورة والالتفاف على قوات العدو والإغارة، ووضع الكمائن له، ومن ثم الإجهاز عليه.

ولهذه المزايا القيادية لديه؛ شارك في حملة الدفاع عن جسر قره قوزاق عندما شن الاحتلال التركي ومرتزقته هجوماً عنيفاً عليه خلال الأيام الماضية. قاد الرفيق “عزيز” مجموعته القتالية وشارك بفعالية للدفاع عن جسر قره قوزاق ضد هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته المدججين بأحدث الأسلحة ومساندة جوية بالطيران الحربي والمسير، حيث اقتحم بسيارته التي تحمل سلاحَين ثَقيلين “دوشكا” صفوف العدو ووصل إلى نقطة لهم، ، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوفه، فيما لاذ البقية بالفرار، في الوقت الذي كانت طائرة مسيرة للعدو تحوم فوق رأسه، فاستهدفته أربع مرات، واستطاع أن يتخلص منها، إلا أنها في المرة الخامسة استهدفته بشكل مباشر، فارتقى بذلك شهيداً وبطلاً وسجل اسمه في سجل الخالدين.

مقاومة الشهيد “عزيز” في جسر قره قوزاق أحبطت هجوم الاحتلال التركي ومرتزقته عليه، وكسرت الهجوم الكبير الذي أعد للسيطرة عليه وإغلاق طريق كوباني ومن ثم فرض الحصار عليها، فكان لمقاومته الدور الرئيسي في تراجع العدو وإلحاق الهزيمة به والقضاء على الفتنة التي كان العدو يسعى لخلقها في المنطقة. والشهيد “عزيز” عندما دخل المعركة، شارك فيها وهو مدرك أنه سائر نحو الشهادة؛ فأطلق عليه اسم “بطل معركة جسر قره قوزاق”.

عرف رفيقنا الشهيد “عزيز” بتواضعه ودماثة خلقه، فكان مقرباً إلى جميع رفاقه، يشاركهم همومهم ويحثهم على مواظبة التدريب واكتساب الخبرات، كما كان يرفع من معنوياتهم ويعزز لديهم الثقة بأنفسهم، ويدفعهم إلى العمل والكفاح، إلى جانب استمراره على توجيههم والتزامهم بالتعليمات والتكتيكات العسكرية، خاصة أثناء القتال، وعدم التهاون ولو مع أبسط الأمور، لأنها قد تكلف أثماناً باهظة في خضم المعارك والقتال.

إننا وإذ نعزي أنفسنا وعائلة الشهيد “عزيز” وجميع عوائل شهدائنا، ورغم أن فقدانه يُعد خسارة كبيرة لنا ولشعبنا؛ إلا أننا وبهدي من شهدائنا أمثال الشهيد “عزيز”، نجد أنفسنا اليوم أكثر إصراراً وتصميماً على مواصلة الكفاح ورفع وتيرة المقاومة، حتى تحقيق أماني وأحلام شهدائنا في النصر والوصول إلى وطن آمن وسالم من الإرهاب والاحتلال.

 

وفيما يلي سجل الشهيد:

الاسم الحركي: عزيز عرب

الاسم الحقيقي والنسبة: رائد رجب الشيخ

اسم الأم: صفية

اسم الأب: رجب

مكان وتاريخ الولادة: منبج/ 1997

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج – جسر قره قوزاق – بتاريخ 10 ديسمبر/ كانون الأول 2024

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.