الحياة الندية

وبهذه المناسبة، فاني اعتبر التطرق الى تجاربي الشخصية في هذا الصدد دينا علي الايفاء به. وحسب ما يخطر ببالي، فقد اعتبرت مصادقه الفتيات في اولى الاعيب الطفولة ضرورة من ضرورات الحرية. كنت شعرت وكأني اخسرهن كلهن بعد زواجهن، بما في ذلك اخواتي الكبريات. وبعدما كبرت قليلا وواجهت اخلاق الشرف الصارمة في المجتمع، انزويت على نفسي كليا. لكن هذا الانزواء كان مشحونا بالاغتياظ والاستياء.

الحياة الندية

من أبعاد الأمة الديمقراطية

منشورات لجنة بحوث العلوم الاجتماعية

وبهذه المناسبة، فاني اعتبر التطرق الى تجاربي الشخصية في هذا الصدد دينا علي الايفاء به. وحسب ما يخطر ببالي، فقد اعتبرت مصادقه الفتيات في اولى الاعيب الطفولة ضرورة من ضرورات الحرية. كنت شعرت وكأني اخسرهن كلهن بعد زواجهن، بما في ذلك اخواتي الكبريات. وبعدما كبرت قليلا وواجهت اخلاق الشرف الصارمة في المجتمع، انزويت على نفسي كليا. لكن هذا الانزواء كان مشحونا بالاغتياظ والاستياء. اذ كنت اعي لتوي اننا خسرنا النساء منذ امدا سحيق. لم أرضى قطعيا بالوضع القائم بين الجنسين. ولطالما كنت اعتقد ان هذا الوضع مبني على الاخطاء. ولذلك لم اقبل به ابدا. ولم اشعر بالرغبة في العيش مع المرآه اعتمادا على هذا الوضع. وعلى ما اعتقد، فقد انتبهت امي لحالتي هذه باكرا عندما قالت لي: “لن تكون مع المرآة بحالك هذه”. وبالفعل، انا ايضا لم ارغب بتاتا بان تكون لي امراه. وحتى لو شئت فقد كنت لا اعرف كيف سأعيش معها. هكذا، فكلما كبرت كنت اتحول الى طفل ضخم. كان الرجال حولي قد أصبحوا ذئاب النساء. اما انا، فبقيت مسكينا بائسا. وبالكاد اتذكر اهتمام النساء بي. فعلى اغلب الظن انهن كن ينظرن لي وكأني “حدث ميؤوس منه”. او بالأصح، كن يشعرنني باني مخلوق محبوب ولكني لا اواكب عصري. فبينما كان الجميع يجد لنفسه قرينا وحبيبا، كنت عاجزا حتى عن التقاط انفاسي في هذا الشأن كما لم يك لي عشق او هيام بأمور اخرى كعشق الرب او ما شابه. الامر الوحيد الذي كنت مهتما به هو الحظي بصداقات حسنه وفاضله. كانت لي ميول يمكن تسميتها بالعشق الافلاطوني، قبل البدء بحادثه الزواج الذي عشته على حين غره. فكلما اكتشفت الجمال الالهي الذي تخفيه المرآه، كنت ادخل تحت تأثيرها. ولكني لم أكن قادرا على الافصاح عن ذلك للطرف الاخر، ولم ارغب في ذلك. فلطالما كنت ارى الوطن التائه “كردستان” والهوية الكردية المفقودة مستورين خلف هذا العشق الافلاطوني. وحسب رأيي، كان محالا تحقيق العشق الوطيد والجامح والارادي والمعقول، لدى من فقد وطنه وهويته. وكم هو مؤلم ومؤسف ان تشخيصي هذا كان صحيحا. سأكون مراوغا لو زعمت ان زواجي الاجوف والخطير كان يفتقر الى العواطف. وسأكون ازدواجيا لو قلت انه كان لأهداف سياسية بحته. حيث كانت هنالك العاطفة والاهداف السياسية في ان. لا أدري ان كانت هي من طرق الباب بداية ام انا. ولو قلت ان الامر كان بمحضه صدفه، فلن اكون واقعيا كثيرا. وبرأيي، فان الايضاح الوحيد لهذه العلاقة هو استحاله تحقيق عشق الوطن التائه والهوية المجتمعية المفقودة. وقد أيدت المجريات هذه الحقيقة. فقد كانت تلك السنوات مرحله لن يتحقق العشق فيها ابدا.

وبالأصل، كانت اغنيه ارام، التي استمعت اليها آنذاك، تسرد هذا المستحيل. وعليه، يمكنني التبيان أني انعكفت على بناء PKK وتكريس الحرب الشعبية الثورية بتلك النقمة الجامحة التي ساورتني جراء استحاله تحقيق العشق في تلك الظروف. وعندما انخرط عدد جم من الفتيات في انشطتي، بات ما عشته معهن عشقا جماعيا. اذ كان الظروف العشق الشخصي معدومة. ولم اتجرا قطعيا على الشروع في تجربه العشق الشخصي، الذي جربه الكثيرون فيما عداي، سواء داخل PKK ام خارجه. لقد كان الخوف يلحفني مره اخرى. او بالأصح، كنت أفكر دوما في استحاله تحقيق هكذا عشق. وقد كانت فكرتي هذه صائبة. اذ كانت فكره “عروس الارض” تراودني دائما في تلك الايام. بينما لم يكن لدي محل قطعيا لفكره “عروسي انا”. كانت هناك المئات من الفتيات اللواتي كن أكثر جراه وذكاء مني. وقد استشهدت غالبيتهن. ولطالما سعيت الى اشعارهن باني ملكهن، ولكن بلا جدوى. وفي مثل هذه الحالات، يتعين تجسيد تحرر الوطن والمجتمع والامه في الفرد وفي عناصر العشق. وهذا ما يقتضي بدوره خوض حروب عسكريه ضاريه وصراعات سياسية شديده، ويتطلب قوه أخلاقية وأيديولوجية خارقه. علاوة على انه لا يحتمل غيابك جماليات او الافتقار اليها. ومن يزعم انه صاحب عشق افلاطاني، فعليه تلبيه متطلبات هذه الشروط كافة، في حال اضفائه الطابع الشخصي الخاص على عشقه. وإذا لم تكفه قوته لذلك، فعليه الاستمرار في العشق الافلاطوني. وفي حال خذلته قوته حتى لأجل ذلك او في اضفاء المعنى عليه، فما سيسري حينها هو عيشه حاله الزواج التقليدي السائدة في الحداثة والمدنية، والتي تسودها القواعد البيولوجية، ويطغى عليها الجماع الجنسي العبودي. هذا ويستحيل ان يجتمع العشق الحر مع علاقات الزواج البيولوجي_ العبودي. او مع العلاقات الخارجة عن إطار الزواج. ذلك ان قانون العشق لا يحتمل هكذا علاقات. لقد تعلمت تماما من شهادتنا العظيمات ومن قيمنا النبيلة تلك ان المرآه كيان عزيز. ولربما ما جرى عيشه معهن كان عشق الحظي ثانيه بالوطن التائه وعشق اكتساب الهوية المجتمعية المفقودة ثانيه وبحريه. علما ان هذا بذاته كان عشقا نفسيا وحقيقيا للغاية. كما كان عشقا يصول فيه ويجول الخونة والازدواجيون ايضا. وهكذا، كنت بذلك أعيد إحياء ذكرى مم وزين، وأحققها ثانية في آن معا”.

اهميه دور المرآه في الشرق الاوسط:

للمرآه دور خاص في النهضة الديمقراطية للشرق الأوسط، فهي لا تليق بنفسها وباي شكل كان على انتقاص من شانها من قبل المجتمع الطبقي باعتبارها القوى الخالقة للعصر النيوليثي، ونظرت بشك دائم لسياده الرجل. ودركت تماما بانها مسلوبة الحقوق وعجزها يسبب لها الأما عميقه، وبان الوضع الذي الت اليه لا يليق بها، وفي الواقع انها تؤيد ثقافه الربات في الخفاء، ولم تؤمن بالإلهة الذكور بشكل جاد، وهي تعي ايضا بانها موجودة في فراغ دام، وتشعر بالألم والغضب لأنها لم تتلق الحب والاحترام الذي تستحقه، ولم تعف مطلقا عن ايقاعها في وضع تحتاج فيه للرجل الى هذه الدرجة، بل والاكثر من ذلك هي انها لم تعف عن نفسها، وتعي بان الرجل بعيد عن المحبة وتدرك بانه خشن ولا اخلاقي ويفتقر لقوه العشق. ان وقوع المرآه كضحيه للتناقضات الى هذه الدرجة لم يتركها جاهله كما يعتقد، بل قربها الى ان تكون علامة، وعندما تؤمن بشيء فلا توجد قوه اخرى تعلو على قوه التزامها، وتعتبر جميع النساء بشكل عام ونساء الشرق الاوسط بشكل خاص، القوة العملية والحيه للمجتمع الديمقراطي بسبب خصائصهن المذكورة. يمكن ان يتحقق النصر النهائي للمجتمع الديمقراطي بالمرآه، وان الشعوب والنساء التي تم اذلالها امام المجتمع الطبقي منذ العصر النيولوثي تنتقم من التاريخ كأصحاب حق حقيقيين في الحملة الديمقراطية، وكذلك تشكل على الأطروحة المضادة اللازمة من خلال وقوفها في يسار الحضارة الديمقراطية المتصاعدة ،وتشكل السند الاجتماعي المتين في طريق الوصول الى مجتمع المساواة والحرية ،ان تحول دمقرطة المجتمع الى أطروحة مضادة في الشرق الاوسط سيتحقق بفضل المرآه والشبيبة على الاغلب ،حيث تعتبر يقظه المرآه واتخاذها مكانة في الساحة التاريخية كقوة طليعيه للمجتمع، بمثابه الأطروحة المضادة، فعالم المرآه ووعيها ووجدانها وحبها وحمايتها لكل ذلك مرشح لخلق قيم حضارية مميزه،‏كما ان تطور الحضارة تحت سياده الرجل كمطلب لطابعه الطبقي جعلها بموقع الأطروحة المضادة القوية بهذا الاتجاه، ان تجاوز التمايزات الطبقية للمجتمع والقضاء على فوقيه الرجل هي بمثابه تركيبه اكثر من كونها أطروحة مضادة، لذلك يحمل الموقع الطليعي للمرآه في تحول مجتمع الشرق الاوسط الى مجتمع ديمقراطي، خصائص تاريخيه لموقع الأطروحة المضادة (وهي ناتجه من شرق اوسطيتها) في العالم والتركيبة ايضا. علاقه الأنظمة التحكمية مع الحرية: تتمثل علاقه الأنظمة التحكمية المتسلطة مع الحرية في تحديد الاساليب الادق او الاغلظ، الواجب اتباعها لتامين سيرورتها هي. فالمرآه التي تنظم باسمها ملاحم العشق بكثرة، تمثل في حالتها المرآه المتعرضة لأشد انواع العبودية فضاضة وقبحا. فالمرآه كطائر الكناري الموضوع في القفص (البيت الذي يهيمن عليه الرجل). قد تكون محبوبه، ولكنها اسيره. وكيف ما اذا اطلقنا سراح العصفور من القفص، فسيخرج منه محلقا دون ان يلتف وراءه، فاذا ما وعت المرآه_ ولو قليلا_ وادركت ان هناك مكان حر يمكنها الذهاب اليه، لن يبقى حينها بيت او قصر او غنى او قوه او انسان ولن تهرب منه. ثمة طاقة كامله لديها تخولها للفرار من كل ذلك. حيث ما من موجود او كائن تعرض للأسر كالمرآه، وذلك بقمع او ازاله الشروط الموضوعية والذاتية لتطورها الحر. ثمة علاقة بين مستوى عبودية المرآه وعدم ثبات صحة التحليلات الاجتماعية كلها وعدم توطدها، وعدم ادراج المخططات والبرامج المعدة حيز التنفيذ، وظهور التطورات الخارجة عن نطاق الإنسانية. من هنا، وبدون تامين الحلول المرجوة المرآه وتحقيق حريتها ومساواتها، لا يمكن تحقيق الحلول القديرة لاي ظاهره اجتماعيه أخرى، او تامين حريتها او مساواتها. وبإضافة الرأسمالية الى حلقه النظام السائدة، فان النظر الى مظهر المرآه بمستوى التبضع والسلعية، سيدنينا من الحقيقة أكثر. كلنا على علم تام ببيع المرآه وشرائها أكثر من غيرها في اسواق النخاسة في عهد العبودية الكلاسيكية. استمرت هذه الحال واتسع نطاقها في العبودية القطاعية على شكل جاريات. ما يتم بيعه هنا هو المرآه بكاملها. وما المهر والسمسرة السياسية عليها، سوا اشكال انعكاس هذا النظام حتى داخل العائلة. اما في الرأسمالية، فأضيف الى ذلك عناصر جديده، بحيث يحدد سعر كلي طرف فيها، تماما كما يمزق القصاب اللحم الى اجزاء ليحدد اسعارها. بدءا من شعرها وحتى عقب قدمها، من ثديها الى وركها، من بطنها حتى عضوها الجنسي، من كتفيها الى ركبتيها، من ظهرها وحتى ساقيها، من عينيها الى شفتيها، من خديها الى طولها، باختصار، يكاد لا يتبقى فيها اي مكان الا ويتجزأ وتحدد قيمته. لكن، ومع الاسف، لا يخطر على البال السؤال: هل لها روح ام لا؟ وان وجدت، كم تساوي روحها؟ اما من ناحية العقل، فهي” ناقصه العقل” منذ الاول. انها سلعه المانحة للذة في دور الدعارة وفي المنازل الخاصة. وهي أله لإنجاب الاطفال. لكن لا تعد عمليه الانجاب هذه من انواع الكدح، رغم انها أصعب عمل. علاوة على ان تنشئه الاطفال، التي تعتبر عملا شاقا للغاية، لا أجري لها ابدا. اما مكانه المرآه في كافة المؤسسات الهامة، الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية والعسكرية؛ فهي رمزيه لا غير. في حين انها الاداة التي لا غنى عنها في الدعايات. بالإضافة الى انها الموجود الفريد من نوعه، المعروض للسوق بعد تحويل جنسيتها الى سلعه ظاهره الثمن. كما انها موضوع الشتم والسب والضرب بالأغلب. وأكثر من يكون اداه ووسيلة لخداع العشق وريائه. ويتم التدخل في كل شيء فيها. انها الهوية التي يتم تشكيلها بعناية ودقه، لتتكلم بطريقه انثويه، ويضبط صوتها ولغتها ولسانها وكلامها بموجب ذلك. هي الانسان الذي يستحيل مصادقته كانسان. هي الانسان الذي لا يتخلى أكثر الرجال اعتدادا بنفسه عن عاطفه الهجوم والتهكم عليها. لقد غدت المرآه المادة الشيء الذي اعتقد كل رجل نفسه امبراطورا عليها. يمكننا اغناء التعريف أكثر. لكن الغريب في الامر هو اعتقاد المجتمع الذكوري المهيمن بإمكانيه عيشه براحه وطمأنينة تجاه هذه الهوية المحملة بهذا الكم من الخواص السلبية. اذن، هذا ما يفضي الى الاعتقاد بانها عبد هادئ ومطيع للغاية. في الحقيقة، ان الحياة المشتركة مع ظاهره منظمه بهذا القدر صوب السلبيات، تعتبر بالنسبة للرجل الانسان صاحب الكرامة، شاقه جدا ومخادعه. رغم النقد الموجه الى افلاطون لتهميشه المرآه كليا وابعاده اياها خارج دائرة الدولة والمجتمع، الا ان هذه الخاصيات المحطة من القدر بارزه ومؤثره في سلوكه. يجب قراءه هذه النقطة الموجودة في شخص فيلسوف بعين سليمه وصائبة. فعلى سبيل المثال: تعد الحياة المشتركة مع هذه الخصائص لدى “نيتشه” مخربه للشخص ومفسده اياه. اذن، والحال هذه، لماذا يتميز عجز المرآه واعتلالها بقوته في المجتمعات؟ لان هذه المجتمعات ذاتها اصبحت عاجزه ومعتله. لان الرجل نفسه غدا عاجزا ومعتلا. وهذا بدوره يأتي من الخاصية الانتقالية للعبودية. فالعبد المفيد بهذا القدر، سيكون الشريك المرغوب بالأكثر _بالطبع _بالنسبة للأناس المعتادين على العبودية. بالتالي، فالمرآه الغاصة والغارقة تعني مجتمعا غاصا، ورجلا عاجزا معتلا. “هذا المشط لذاك الراس”. باقتضاب، من دون تسليط الضوء بكفاءة ومهاره على ظاهره الأنوثة، وبدون توحيد أنوثه المرآه الام الحرة للمجتمع الطبيعي مع أنوثه المرآه الواعية الحرة للحضارة الطبقية؛ يستحيل خلق شريك الحياة بشكل متوازن. وبدون تكوين الذكورة على نحو مماثل مجددا، لا يمكن تحقيق الوحدة بين الجنسين. بمقدورنا ملاحظه طراز تكون رأسمالية وادارتها للشؤون في الساحة الاجتماعية من خلال العديد من الظواهر، وخاصه في الرجل، الأسرة، العمل ولموظفيه، والعديد من الميادين الاخرى كالميدان التعليمي، الصحي، والقانوني وغيره. وإذا ما قمنا بصياغة تعريف موجز للأسرة، فأنها الحجرة (الخلية) وأصغر جزيء في هذا النظام البؤرة الذي يعد المؤسسة الأولية للمجتمع الهرمي والدولتي. فيلم امبراطور المتربع في القمة، ينعكس على الأسرة على شكل “امبراطور صغير”. إنها _الأسرة _النظام الذي تنعكس عليه العبودية المتفشية في المجتمع. ذلك ان العبودية التي في الأسرة، هي صمام الامان، والضمان الاس للعبودية المجتمعية. وكان النظام يتم خلقه في العائلة، في كل يوم، بل وكل ساعة. والعائلة تنوء تحت عبئه الثقيل الوطأة. فالعائلة هي الحمار الهادئ المطيع للمجتمع الهرمي والدولة، بحيث يمكن امتطائه على الدوام، بل وتحميله العبء ايضا. بشكل عام، فانعكاس اسقاط النظام الرأسمالي المتبعثر والمتفسخ على العائلة بشكل ضارب للعين، ينبع من هذه الاواصر الكثيفة فيما بينهما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.