استشهاد رفيقنا “جكَر”.. الوجه الناصع لمقاومتنا التاريخية

استشهد رفيقنا “جكر باشكاله/ فرهاد بارلاك” في حادث سير تعرضت له سيارته على الطريق عند قرية “أبو صرة” التابعة لناحية “الجلبية” بريف كوباني الشرقي.

استشهد رفيقنا “جكر باشكاله/ فرهاد بارلاك” في حادث سير تعرضت له سيارته على الطريق عند قرية “أبو صرة” التابعة لناحية “الجلبية” بريف كوباني الشرقي.
رفيقنا الشهيد “جكر” ينتمي إلى عائلة وطنية لها تاريخ طويل في الكفاح الوطني، استشهد عدد من أفرادها دفاعاً عن الثورة والوطن، وفي هذا الجو المفعم بالمشاعر والأحاسيس الوطنية ترعرع رفيقنا “جكر”، فقرر الانضمام إلى صفوف قواتنا، لقناعته الراسخة أن وطننا يتعرض لكل أنواع الهجمات والعدوان من قبل الأعداء المتربصين بنا، وأن من مسؤولية شبابه وواجبهم الوطني الدفاع عنه بكل قوة، فنذر نفسه للثورة وأهدافها، فكان خير من يحمل رايتها ويحقق الانتصارات خلال مسيرته الطويلة الحافلة بالنجاحات، وفي كل الميادين.
صقل رفيقنا الشهيد “جكر” مهاراته وخبراته العسكرية من خلال الدورات التدريبية المتعددة التي التحق بها بكل شغف وحماس، فنهل منها علوم الحرب والقتال، وتعلم فنون إدارة المعارك وتكتيكاتها، ليترجمها في الممارسة العملية، ويغدو قائداً ميدانياً ثورياً، يجيد قيادة القوات بكل كفاءة ويحقق نجاحات وانتصارات كبيرة.
برع رفيقنا الشهيد في معارك التصدي للاحتلال التركي ومرتزقته في كري سبي/ تل أبيض، وظل حتى اللحظات الأخيرة صامداً يقاوم، إلى أن إصابته في جمع أنحاء جسمه بشظايا قصف لطيران الاحتلال التركي، حالت دون استمراره في المقاومة، وكان قبلها قد أصيب مرتين، حيث أصيب بطلقة في ظهره خلال المرة الأولى عام 2012، فيما أصيب بشظايا قذيفة في رأسه وعينه عام 2015، إلا أن كل تلك الإصابات لم تؤثر على روحه الثورية المتوقدة في استمرار عمله ضمن صفوف قواتنا حتى لحظة استشهاده.
ظل رفيقنا “جكر” محتفظاً بطاقته الثورية، ولم تهن عزيمته في مواصلة مسيرته ضمن صفوف قواتنا، فتنقل للعمل في عدة جبهات قتالية، إضافة إلى تحمله مهام وواجبات تدريب رفاقه على تعلم فنون الحرب، فكان حريصاً على أن يتسلح المقاتل بكل معارف الحرب الحديثة واتقانه تفاصيلها في الهجوم والدفاع، إلى جانب قدرته على حماية نفسه من هجمات العدو الغادرة.
إلى جانب مهارته العسكرية، حمل رفيقنا “جكر” فكراً سياسياً متنوراً، فكان قادراً على تحليل الأوضاع السياسية بكل أبعادها ومستوياتها، ويستخلص منها نتائج هامة تساعده على فهم الأوضاع، فكان يمتلك لغة خطابية راقية، تجمع ما بين المرونة والرأي السديد، كيف لا وقد قضى سنوات طويلة في القراءة والبحث عن الحلول الثورية للمشاكل التي يمر بها شعبنا. فهو لم يكن قائداً عسكرياً فقط، بل مناضلاً سياسياً بين صفوف المجتمع أيضاً.
اتسم رفيقنا بهدوئه وتعامله بروية مع كل حدث، فتجده يعتمد على الجانب التحليلي في فهم أبعاده السياسية والعسكرية، ولا يجازف ويتسرع في اتخاذ قراره، بل يدرسه من كل جوانبه، ويتشاور مع من حوله، ثم ينبري إلى ممارسته في الواقع العملي، ويفضل العمل الجماعي التشاركي على الفردي.
وإلى جانب روحه الرفاقية المتفانية، كان دمث الخلق ويتعامل بسوية واحدة مع جميع رفاقه، يزرع بينهم روح التعاون والمحبة، ويشاركهم في حل مشاكلهم في العمل، وحتى الشخصية منها، فلم يتردد يوماً في تقديم المساعدة لهم، فكان لهم الأخ والقائد والرفيق. واستشهاده تسبب بألم كبير في قلوب كل من عمل معه وعرفه.
إننا وإذ نعزي أنفسنا وذوي الشهيد وجميع عوائل شهدائنا؛ فإننا اليوم أكثر إصراراً على تحقيق أحلام شهدائنا في وطن آمن وسالم خالٍ من الإرهاب والاحتلال.

وفيما يلي سجل الشهيد:

 

الاسم الحركي: جكر باشكاله
الاسم الحقيقي والنسبة: فرهاد بارلاك
اسم الأم: خجا
اسم الأب: طاهر
مكان وتاريخ الاستشهاد: كوباني – الجلبية – قرية أبو صرة – حادث سير – بتاريخ 15 يوليو/ تموز 2025

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية
17 يوليو/ تموز 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.