ارتقاء رفيقينا “شيرو” و”إسكندر” إلى مرتبة الشهادة في مقاومة منبج

خلال مقاومة قواتنا، قوات سوريا الديمقراطية، في مدينة منبج وريفها؛ ارتقى اثنان من قادة قواتنا الشجعان والمقاومين، إلى مرتبة الشهادة، بعد مقاومة تاريخية ضد قوات الاحتلال التركي ومرتزقته، أحدهما رفيقنا القيادي “شيرو”، قائد قوات “جبهة الأكراد” المنضوية تحت راية قواتنا، ورفيقنا القيادي “إسكندر”، قائد لواء ثوار إدلب.

دافع الشهيدان عن مدينة منبج وأهلها بكل قوة وإصرار، وأبديا أسمى آيات وصور المقاومة التاريخية النبيلة في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته حتى وصلا إلى مرتبة الشهادة.

ينحدر رفيقنا الشهيد “شيرو” من بلدة “تل عرن” القريبة من مدينة حلب، ومن عائلة وطنية لها باع طويل في التضحية، حيث استشهد العديد من أبناء العائلة في معارك الدفاع والحماية عن بلدتهم وعن جميع مناطق روجآفا وشمال وشرق سوريا، وأولهم والده.

أخذ رفيقنا القائد “شيرو” مكانه في صفوف ثورة روجآفا وشمال وشرق سوريا منذ بداية انطلاقتها في يوليو/ تموز عام 2012، وشارك بفعالية كبيرة في مقاومة بلدتي “تل عرن” و”تل حاصل” عام 2013، ومن ثم انضم إلى مقاومة حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب كقائد يدير المعارك ويوجّهها في الجبهات الأمامية، إضافة إلى مشاركته بكل قوة وزخم في حملات تحرير مناطق الشهباء عام 2016، كذلك شارك كقائد ميداني في مقاومة العصر في عفرين عام 2018، وحقق في كل المعارك التي شارك فيها انتصارات مبهرة، خاصة في المعارك ضد قوات الاحتلال التركي ومرتزقته وكذلك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي أيضاً. خاض الرفيق “شيرو” مقاومة لا مثيل لها في مدينة “تل أبيض” ضد الاحتلال التركي ومرتزقته أيضاً، وتوّجها في منبج، إلى أن سجل اسمه بأحرف ناصعة في سجل الشهداء الخالدين.

كان الرفيق “شيرو” لا يفارق جبهات المقاومة لا في الليل ولا في النهار، وتجده يبذل كل جهوده في تمتين الجبهة وتقوية نقاط الدفاع والمقاومة، ويحثُّ الجميع على تلقي التدريبات وتعلم خطط الحرب وإدارة المعارك، فلم يهدر وقته سدى أبداً، بل ملأه بالعمل والكفاح. إلى جانب هذه المزايا؛ كان دمث الأخلاق ومتواضعاً يتعامل بروح رفاقية عالية مع جميع رفاقه، يرفع من معنوياتهم، خاصة أثناء القتال، ويتقاسم معهم كل الآراء، وهو ما جعله محبوباً من الكل، ما انعكس من خلال سلوكه الإنساني الرفيع على وحدة وتلاحم قواته العسكرية التي يشرف عليها، حيث كانت تعمل وتتحرك كجسد واحد. وقوات “جبهة الأكراد” من خلال الرفيق “شيرو”، كقائد ميداني ضمن صفوفها؛ لعبت دوراً هاماً في حماية منبج منذ عام 2016 وحتى استشهاده، دافعت عن أهالي المدينة ضد جميع الهجمات، وحافظت على السلم الأهلي، حيث نفذ الرفيق “شيرو” مئات العمليات العسكرية الناجحة ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، إضافة إلى إحباطه الكثير من هجماتهم أيضاً، لأنه كان يبث الروح القتالية العالية ضمن صفوف رفاقه، ويحافظ على تماسك الجبهات التي يشرف عليها ويقودها، وهو ما أدى إلى تحقيقه انتصارات عسكرية كبيرة.

عمل الرفيق “شيرو” وفق انضباط عسكري عالي المستوى، فكان يلتزم بالتعليمات الصادرة من القيادة العامة لقواتنا، ويترجمها بشكل فعّال على الصعيد العملي، فكان خير من مثَّل شخصية القيادي العصري ضمن صفوف قوات “جبهة الأكراد”.

أماني وأحلام الرفيق “شيرو” التي دفع روحه من أجلها، هي أن يعيش الكرد، العرب، الشركس، وجميع مكونات مدينة منبج في وئام وأخوة وتوافق، وهو ما جسَّده من خلال انضمام أبناء جميع المكونات إلى صفوف قوات “جبهة الأكراد”، ليحقق بذلك أخوة الشعوب من خلال التلاحم الكفاحي.

وفي الهجمات الأخيرة على مدينة منبج وريفها؛ كافح الرفيق “شيرو” في الجبهات الأمامية، وطيلة أكثر من عشرة أيام؛ أحبط جميع هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على الجبهة المرابض فيها، ولم يتراجع ولو خطوة واحدة للوراء، وخلال تصديه لهجمات الاحتلال ومرتزقته، وصل إلى مرتبة الشهادة.

كذلك خاض رفيقنا القيادي “إسكندر” معظم معارك المقاومة والدفاع عن عفرين وتل أبيض ومنبج، وتميز بأسلوبه الرائع في الإغارة ووضع الكمائن للعدو وإيقاع الخسائر الكبيرة في صفوفه، إلى جانب ذكائه في المناورة وفي كيفية تحقيق التقدم في المعارك والسيطرة، وبث الهزيمة في صفوف العدو. فكان بطلاً مغواراً لا يهاب الصعاب، همه الأول والأخير حماية الأهالي والدفاع عن المنطقة، ولم يدخر جهداً في مواصلة الكفاح واستمرار المقاومة، فهو القائد الفذ الذي يعزز الثقة بالنصر لدى جميع رفاقه، إلى جانب تحليه بالصفات الإنسانية الحميدة التي جعلته مثالاً يحتذى به بين رفاقه، فكان القيادي والرفيق الملهم لهم، وتميز بالتواضع والروح السمحة.

التحق رفيقنا “إسكندر” بعدد من الدورات التدريبية العسكرية والفكرية والسياسية، وأبدى خلالها تطوراً هاماً وكبيراً في شخصيته، واكتسب خلال تلك الدورات خبرات كبيرة، ساعدته ليصبح قائداً لافتاً ولامعاً ضمن صفوف “لواء ثوار إدلب”، خاصة في مجال تلقفه العلوم والتكتيكات العسكرية بسرعة قياسية، وكذلك كيفية إعداد خطط الهجوم والدفاع، إضافة إلى التسلل في صفوف العدو، وتثبيت نقاط السيطرة. هذا فيما عرفه الجميع من خلال شجاعته الفائقة، حيث لم يتردد ولو للحظة واحدة في إتمام واجباته العسكرية والدفاع عن الأهالي والمنطقة، وبكل ما أوتي من قوة.

رفيقنا الشهيد “إسكندر”، تعامل مع جميع رفاقه بسوية واحدة، وكان شخصية جامعة تمثل الوحدة الوطنية السورية بكل تجلياتها الرائعة، ما أوجد ارتياحاً كبيراً في جميع الأماكن التي عمل وكافح فيها، حيث بنى علاقات رفاقية وكفاحية متينة مع الجميع، ولم ينزوِ ويتقوقع بنفسه ضمن المفاهيم الإقليمية والمناطقية.

إن تاريخه الكفاحي الطويل ضمن صفوف “لواء ثوار إدلب” هو خير دليل على التزامه بالمعايير والأخلاق الثورية، ونكران الذات العظيمة لديه دفعته ليحتل مكانه دائماً في جبهات القتال الأمامية ضد العدو، فتجده يوجه رفاقه ويرشدهم إلى كيفية المقاومة والانسجام مع ظروف المعارك التي يخوضونها، فكان دائماً يحمي رفاقه ويخاطر هو بنفسه بدلاً منه، وهذه قمة التضحية والفداء.

انضم العديد من أفراد عائلته إلى قوات “لواء ثوار إدلب”، حيث أن للرفيق “إسكندر” أيضاً باع طويل في المقاومة والكفاح، فشارك في حملة تحرير الشهباء عام 2016، إضافة إلى مقاومة العصر في عفرين عام 2018، إلى جانب التصدي لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على عين عيسى، وتوَّجها من خلال مقاومته في منبج، حيث صمد الرفيق “إسكندر” في الجبهات الأمامية ببلدة العريمة حتى وصل إلى مرتبة الشهادة.

إننا وإذ نعزي أنفسنا وذوي القياديين الشهيدين وجميع عوائل الشهداء وأهالينا في منبج، بفقداننا للرفيقين “شيرو” و”إسكندر”، وهي دون شك خسارة كبيرة لشعبنا المقاوم، فإننا اليوم أكثر إصراراً على مواصلة كفاح الشهيدين وجميع شهدائنا، حتى تتويجه بالنصر المؤزر.

 

وفيما يلي سجل الشهيدين:

1 – الاسم الحركي: شيرو علي

الاسم الحقيقي والنسبة: شيرو علي بشار

اسم الأم: عزيزة

اسم الأب: محمد علي

مكان الولادة: تل عرن

مكان وتاريخ الاستشهاد: منبج – بتاريخ 12 ديسمبر/ كانون الأول 2024

 

2 – الاسم الحركي: إسكندر علاء

الاسم الحقيقي والنسبة: علاء شعبان حميجو

اسم الأم: جميلة

اسم الأب: شعبان

مكان الولادة: اللاذقية

مكان وتاريخ الاستشهاد: العريمة – منبج – بتاريخ 08 ديسمبر/ كانون الأول 2024

 

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية

17 ديسمبر/ كانون الأول 2024

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.