إلى شعبنا والرأي العام

في مسيرة المقاومة الفريدة عند سد تشرين وجسر قره قوزاق ودير حافر، سُجِّلت صفحاتٌ من التاريخ، حكاياتٌ من البطولة والقيادة تُروى واحدةً تلو الأخرى. في تلك المقاومة، قدّم عشرات القادة والمقاتلين أسمى التضحيات حتى آخر رمق، وصولاً إلى مرتبة الشهادة.

الرفيقة يارا مصطفى، المعروفة باسمها الحربي نوجان جبار، فتحت عينيها على الحياة في أرض التضحيات البطولية في عفرين. نشأت نوجان في بيئة غنية بالثقافة الكردية الأصيلة، ضاربة في جذور التاريخ والتقاليد. ومع نضجها، ترسخت أحلامها بالحرية، وتعمّق فهمها للتحرر الوطني الحقيقي، وازدادت شخصيتها صلابة. منذ صغرها، تعرّفت على الثورة من خلال الروح الوطنية لعائلتها، حيث ارتبط قلبها وروحها بالنضال.

كان عمّا الرفيقة نوجان، روجهات غابر وجيكدار غابر، مناضلين بارزين في صفوف ثورة الحرية، خاضا نضالات بطولية حتى استشهادهما. وقد ترك هذا بصمةً عميقةً في شخصية نوجان الثورية. وبالمثل، كانت مقاومة عفرين نقطة تحول في حياتها. رفضت السماح للاحتلال بالسيطرة، وتأثرت بشدة بمقاومة العصر، فاختارت أن تبدأ حياةً جديدةً والتحقت بصفوف وحدات حماية المرأة.

بعد انضمامها، خضعت لتدريب فكري وعسكري مكثف، فأصبحت من أمهر المقاتلات وأكثرهن كفاءة. عُرفت بين رفاقها بقيادتها وثباتها وإخلاصها. لم تقبل أبدًا أي عيب في نفسها، وسعت دائمًا لتطوير ذاتها وتقدمها، وجعلت حياتها مثالًا للنضال الثوري. كانت شخصيتها قوية وطاهرة، وملتزمة بمبادئ سامية في صداقاتها وعلاقاتها. كانت على يقين راسخ بأن الحرية الجسدية للقائد آبو ستتحقق، وأن هذا الخبر سيصل إلى جميع المناضلين.

مثل آلاف من رفاقها، تحملت نوجان مسؤوليات جسيمة بروح التضحية والتفاني. وفي نهاية المطاف، خلال مقاومة سد تشرين، لعبت أدوارًا بارزة وأدت واجباتها بنجاح على أكمل وجه.

في ١٣ يناير ٢٠٢٥، أثناء توجهها إلى مهمة مع رفيقيها تيكوشر عفرين وخبات باز، استشهدت نوجان نتيجة غارة جوية شنتها الدولة التركية المحتلة. أصبحت أسماؤهم رموزًا للمقاومة، ورُفعت راية النصر فوق سد تشرين، وتردد صدى صوت الحرية في أرجاء العالم.

                                  المجد والخلود للشهداء الأبطال

                                                    10.10.2025
                        القيادة العامة لوحدات حماية المرأة